في رحاب الإمام الصادق (ع)
أضيف بتاريخ 10/14/2018
Admin Post
للتحميل:
الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام)
أبو عبد الله الصادق
83 ـ 148 هـ
ولد سنة 83 هـ وتوفي سنة 148هـ وعمره 65 سنة، عاش منها 12 سنة مع جده السجاد، ومدة إمامته 34 سنة.
عاصر من حكام الأمويين هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد ومروان بن محمد (الحمار)، ومن حكام العباسيين أبو العباس السفاح، والمنصور.
تميز حكم الأمويين تلك الفترة بالضغط على الأمة. واللعب بثرواتها، باستثناء فترة حكم عمر بن عبد العزيز وكان شعارهم في ذلك «احلب الدرّ فإن انقطع فاحلب الدم»، وزاد في أيام سليمان ويزيد والوليد الفساد الأخلاقي لأنهم ـ وهم الحاكمون ـ لم يكونوا يمتنعون عن التظاهر به، وفي نفس الوقت كثرت الانتفاضات والثورات ضد هذا الحكم.
كما تميز حكم العباسيين (أيام السفاح والمنصور) بكونه لا يزال طري العود ولم يستحكم، وأنه كان لتوه قد رفع شعارات الدعوة إلى (الرضا من آل محمد)..
وفّر الظرف المذكور (أواخر أيام الأمويين وأوائل أيام العباسيين) فرصة مناسبة للإمام الصادق (عليه السلام) لأداء رسالته الثقافية، لانشغال الحاكمين بأنفسهم.. فكان أن أسس مدرسة علمية بلغ عدد تلاميذها أربعة آلاف. نقلوا عن الإمام الصادق علماً كثيراً ودونوه فيما عرف بالأصول الأربعمائة التي اعتمد عليها المحدثون فيما بعد لتأليف الموسوعات الحديثية الموسعة. كما نقل عنه تلاميذه مختلف فنون العلم كالفلسفة والكيمياء و الطب.. وغيرها.
ثار في أيام الأمويين عمّه زيد بن علي بن الحسين، «ولو ظفر لوفى«وكان زيد يتمتع بتأييد الإمام الصادق الخفي، كما ثار في أيام العباسيين محمد بن عبد الله (النفس الزكية)، وأخوه إبراهيم.
رفض الإمام الصادق (عليه السلام) المشاركة المباشرة في الثورات، كما رفض استدراج قادة العباسيين ولو كان بعضهم قد عرض عليه ذلك بحسن نية، وذلك لأن تقييمه للظرف والرجال كان (ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني) وأثبت جريان الأحداث فيما بعد صواب ذلك التقييم.
شهدت أيام الإمام الصادق حركات فكرية خطيرة، كان منها حركة الزندقة، والتي لم يستطع الأمويون والعباسيون مواجهتها بالرغم من توسلهم بالسيف والتصفية الجسدية للزنادقة، لأن الفكر الخاطئ إنما يقاوم بالفكر السليم لا بالسيف، وكان منها حركة الغلاة، وهي وإن كان ظاهرها رفع شأن الأئمة إلاّ أن واقعها كان ينسف أرضية الالتزام الديني، لذلك قاومها الإمام الصادق، وحارب دعاتها، وتبرأ من زعمائها، كما أوضح النظر الصحيح في المسألة.
كان للمنصور العباسي معه مواقف وحاول أن يقتله أكثر من مرة، بدعوى أنه يحضر للثورة ضد المنصور وأنه يجمع السلاح، والأموال، ولأن الإمام (عليه السلام)كان في غير هذا الاتجاه حقيقة. إذ كان يقيم الظروف بما لا تنتهي إلى هذا، وأن الداء لم يكد يعالج بالانتفاضة المسلحة، فكانت محاولات المنصور تنتهي إلى الفشل.
قضى (عليه السلام) ـ مسموما على المشهور ـ عام 148 هـ. ودفن في المدينة المنورة.