22 علي الأكبر وأبناء الحسين في كربلاء

أضيف بتاريخ 03/14/2024
|

محرم 1440هـ

علي الأكبر وأبناء الحسين في كربلاء

كتابة الأخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2162

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام أنه قال عندما خرج علي الأكبر لقتال القوم ، اللهم اشهد عليهم فقد برز إليهم أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً بنبيك وكنا إذا اشتقنا لرؤية نبيك نظرنا إليه ، اللهم امنع عنهم قطر السماء وبركات الأرض ، فرقهم تفريقا،مزقهم تمزيقا ،اجعلهم طرائق قددا ، لا ترضي الولاة عنهم ابدا ..

صدق سيدنا ومولانا أبو عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ..

حديثنا يتناول أبناء الحسين عليه السلام في كربلاء وخصوصاً شهيد كربلاء ، أول قتيل من نسل الرسول ، كما ورد في الزيارة ، وهو علي الأكبر سلام الله عليه .

يُلاحَظ بشكلٍ عام أن أولاد الإمام الحسين عليه السلام ذكوراً وإناثاً ، قلة بالقياس إلى سائر أهل البيت صلوات الله عليهم فهم قلة بالقياس إلى أولادأمير المؤمنين عليه السلام الذين ذكر بعض المؤرخين أنهم يصلون إلى ستة وعشرين ما بين ذكر وأنثى ، وأقل أيضاً من أولاد أخيه الحسن المجتبى الذين اختلفت كلمة المؤرخين في عددهم ، فبعضهم قال أنهم أربعة عشر وبعضهم قال أنهم وصلو إلى قريب العشرين مابين ذكرٍ وأنثى ، بل حتى بالنسبة إلى أبنائه كزين العابدين عليه السلام ، والإمام الباقر ،فإن الإمام الحسين عليه السلام يعتبر غير كثير النسل ، أولاده قلة..

فلو اقتصرنا على ما ذكره المؤرخون من شيئ محقق ، فنحن نتحدث في صف الذكور عن خمسة وفي صف الإناث عن ثلاث ، إثنان من الذكور وهما إبراهيم وجعفر درجا ( ماتا صغيرين ) ، فيبقى من كان معه ثلاثة أبناء ذكور وثلاث بنات ..

وهناك أكثر من هذا العدد ولكن المشهور بين المؤرخين هو ما ذكرناه ..

والذين كانوا معه في كربلاء هم الثلاثة علي الشهيد وعلي السجاد وعبد الله الرضيع ، وهناك من احتمل أو ذَكَر أن هناك علياً الأصغر ، وأن عمره ستة أشهر ، وأن طريقة قتله تشابه طريقة قتل عبدالله الرضيع وأنه كان من أبناء ستة أشهر ورُمي بسهم فذبحه ولم يأت به الإمام إلى المعركة وأنما قتل وهو بين يدي الحسين وهو في المخيم وهذا أيضاً رأيٌ موجود ..

فالذين قتلو من الرضع في رأي هؤلاء أثنان ، عبد الله الرضيع الذي ورد ذكره في زيارة الناحية المتكفلة لأسماء الشهداء وأيضاً هذا الذي قد يسمى بعلي الأصغر وهو يبقى في دائرة الإحتمال ، وأنه ليس مما اتفقت عليه كلمة المؤرخين ..

إذاً في كربلاء عبد الله الرضيع الذي ورد ذكره في الزيارة ونقل عن الإمام الباقر عليه السلام حديث في مقتله وصفته..

وعلي الشهيد الأول من آل رسول الله المبادر من الطالبيين وبعده علي السجاد ..

وهناك كلام وهو انه هل الأكبر هو علي الشهيد في كربلاء ، أو هو علي زين العابدين ؟ وبين قوسين فإن هذا لايترتب عليه أثر واضح ، فإنه أن يكون الإمام زين العابدين هو الأكبر أو علي الشهيد هو الأكبر فإن هذا لايغير شيئاً كثيراً ، والمعنى أن هذا لايشكل مشكلة عقائدية أو شرط أنه لابد أن يكون الإمام هو أكبر الأولاد..

هذه إنما هي إحدى العلامات والتي أحياناً تحدث وتشير إلى الإمام ، اذا كان هناك متعددون من أولادالإمام ، فغالباً ما يكون الأكبر هو الإمام ، لكنه ليس شرطاً ، فمثلا ، الإمام الصادق عليه السلام لديه ولد وهو عبد الله الأفطح وهو الأكبر وعنده موسى وهو أصغر من عبد الله الأفطح ، وتوفي الإمام الصادق وهما موجودان على قيد الحياة، ومع ذلك لم يصبح عبد الله الأفطح وهو الأكبر إماماً ، وإنما الإمامة كانت لموسى ابن حعفر الكاظم سلام الله عليه ، وهو بحسب الترتيب في السن أصغر سناً من أخيه عبد الله ..

ولو فرضنا انه إذا أردنا أن نثبت مثلا أن زين العابدين هو الأكبر سناً لابد أن يكون هو الإمام بحجة أن الإمامة لابد أن تكون في الأكبر فهذا ليس صحيح ولا توجد لدينا مشكلة فيه فليس كبر السن شرطاً من شروط الإمامة فقد كان أمير المؤمنين عليه السلام صغير السن بالقياس إلى أصحاب رسول الله ، وكان مقدماً عليهم ، ولا بين الإخوة أيضاً ، فقد كان الإمام الكاظم أصغر سناً من أخيه ، وغيرهم من الأئمة ، فلا نريد أن نطيل في البحث العقائدي .ولكن كمثال موسى ابن جعفر كان الأصغر سناً من عبد الله الأفطح ومع ذلك موسى عليه السلام وهو الأصغر هو الإمام ..

إذن فالبحث يبقى بحثاً تاريخياً لايرتبط بالموضوع العقائدي ولا يترتب عليه شيئ من الأشياء ، وفي هذا المعنى تختلف آراء الباحثين، فالبعض قد يستفيد ممن يذهب إلى أن الإمام زين العابدين هو الأكبر قد يستفيد من هذا النص المشهور عن الإمام الحسين عليه السلام ( فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً ) والغلام عادة من العشرين وأقل أو قريباً منها ، فأبناء الخمسة وعشرين وأبناء الثلاثين لايقال له غلام فيقتضي هذا أن يكون في محل من السن يتناسب مع هذه الكلمة ( كلمة الغلام )وهذا يقتضي أن يكون صغير السن بخلاف الإمام زين العابدين عليه السلام الذي كانو ينظرون أليه لا على أنه غلام بل على أنه كبير ،ولذلك لما رأوه في الخيمة بعد هجوم الخيل أرادو قتله لأنهم رأوه كبيرا ويفترض أنه وباستثناء النساء والأطفال أن يُقتل الجميع