19 أبناء الإمام علي بن أبي طالب في كربلاء

أضيف بتاريخ 03/13/2024
|

ابناء الإمام علي في كربلاء/ أنصار الحسين

كتابة الأخت الفاضلة فاطمة آل أحمد

تصحيح الأخ الفاضل باقر حبيب

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2158

الشخصية الأولى : أبو بكر بن امير المؤمنين عليه السلام

الامام أمير المؤمنين سلام الله عليه تزوج من الحرائر ما بين ست الى سبع نساء ،و بطبيعة الحال لم يكن يجمع بين أكثر من اربع لأنه لا يحل للانسان المسلم أن يجمع أكثر من أربع نساء بعقد دائم و أمير المؤمنين ليس مستثنى من هذه القاعدة ، الاستثناء الوحيد في الحالة الاسلامية كان لنبينا محمد (ص) حيث كان يسوغ له العقد و الزواج بأكثر من اربع نساء في وقت واحد وقد حصل هذا في تاريخه المجيد, صحيح أن أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله (ص) وأن منزلته لا يدانيها أحد من المسلمين ولكن هناك مختصات للنبي صلى الله عليه وآله لا يشاركه فيها أحد.

احدى زوجاته الحرائر تسمى ليلى بنت مسعود النهشلية، تزوجها امير المؤمنين عليه السلام و أولدها عدة أولاد أحدهم يسمى بأبي بكر ،عمره أربعة و عشرين سنه عندما كان في كربلاء و استشهد فيها، وورد التسليم عليه في الزيارة زيارة الناحية المقدسة [3].

أما بالنسبة الى غير الحرائر من الجواري ومن تسرى بهن أمير المؤمنين (ع) بملك اليمين فيذكر بعض الباحثين أن عددهن يقارب عشرين امرأة ممن يطلق عليهن أمهات الأولاد (جواري يشترين فينكحن بملك اليمين ،فاذا ولدن ولدا ومات عنهن أزواجهن أعتقن وأصبحن حرائر بنصيبهن من الميراث) ،

التوظيف الأموي لبعض أسماء أبناء أمير المؤمنين عليه السلام

أول ما يلفت النظر في هذا الشهيد هو اسمه , فالبعض في هذه الفترات وربما قبلها يريد ان يستفيد منه استفاده عقائدية بمعنى أن يقول أنظروا كيف كانت العلاقة بين الامام علي (ع) و بين الخلفاء الذين سبقوه... ألا يعني ذلك انه كان راضيا عنهم و قابلا بهم؟ بل ومنسجما معهم ؟ فهاهي اسماء ابنائه تشهد بأنه كان محبا لهم فهو عنده أبو بكر ابن ليلى النهشلية شهيد كربلاء و عنده عثمان ابن ام البنين و عنده عمر ابن التغلبية المعروف بالأطرف

هذه الاستفاده استفاده في غير محلها. ولقد تناول المحقق السيد علي الشهرستاني[4] في كتابه المتميز بالبحث المتقن والرزين تحت عنوان - التسميات بين التسامح العلوي و التوظيف الأموي- ومن جملة ما يذكر في هذا الباب للرد على هذا الكلام :

ـ أن الأسماء مرتجلة أي بحسب تعبيرنا المعاصر الأسماء محايدة , والمقصود بذلك أن الاسم عندما يطلق على شخص من الاشخاص ليس بالضرورة أن يحمل ذلك الشخص مضمون الاسم.

ومثال ذلك انه عندما يكون لي ولد فأسميه ( صالح ) فإن ذلك لا يعني أنه حتما صالح و انما أتفاءل بأن يكون صالحا , وقد يكون سبب تسميتي له بهذا الاسم هو انه اسم والدي او والد زوجتي وانا استحسن هذا الاسم , واحيانا يكون السبب ان هذا الاسم شائع في المنطقة , وقد تختلف الأسباب فليس بالضرورة أن هذا الاسم عندما أطلقه على أحد أبنائي يكون فيه مضمون عقائدي بمعنى انه انا بسبب حبي لحاكم او تاجر او رياضي اسمه صالح أقوم بتسمية اسم ابني بإسمه. فهذا معنى قول العلماء أن الاسم محايد.

الأمر الآخر الذي يذكره المحقق أن هذه الأسماء كانت موجودة قبل الخلفاء و بعد الخلفاء فإذا تسمى بها الخليفة الفلاني فلايعني ذلك ان الاسم صار ملكا له وحكرا عليه بحيث لا يستطيع أحد أن يسمي بهذا الاسم الا اذا كان محبا لهذا الخليفة أو كان قد أذن له الخليفة بالتسمية .

في تلك المرحلة كان هناك عشرات الأشخاص الذين تتطابق اسماؤهم مع أسماء الخلفاء , على سبيل المثال عمر ابن ابي سلمة و كان من اصحاب امير المؤمنين (ع)، عثمان ابن مظعون وغيرهم و لقد احصى هذا الباحث المحقق موارد تربوا على الثلاثين موردا وكلها كانت اسماؤها مطابقة لأسماء الخلفاء. و لعل أمير المؤمنين (ع) لما رأى ان البعض يريد أن يستفيد من هذه الملاحظة جاء و قطع الطريق فقال في خصوص عثمان ابنه : سميته على اسم عثمان ابن مظعون محبة مني له.

كا يذكر هذا الباحث و كلامه قريب من الواقع انه منذ زمان الامام السجاد (ع) فصاعدا كان الأمويون يوظفون هذا المعنى (وهو انه لولا أن عليا يحب أولائك الخلفاء لما سمى ابناءه بأسمائهم بهذه التسميات) ولذلك نرى انه منذ ذلك الوقت كان الائمة عليهم السلام يحبذون أن يسمى بأسماء أهل البيت وما شابه وأن يبتعد عن الأسماء التي من الممكن أن يساء استغلالها بهذا النحو و لربما من أجل ذلك كانت هنالك اشارات الى ان بعض الأسماء يحبها الله بعض الأسماء لا يحبها الله .

اذا تسمية الامام امير المؤمنين عليه السلام لأبنائه بأبي بكر او عمر او عثمان ,لا يحمل مضمونا عقائديا يصحح خلافة أحد أو ينهي الخلاف بين الامام (ع) وبينهم ولقد أعربت عنه الخطبة الشقشقية بما لا مزيد عليه .

الشخصية الثانية: محمد بن علي الأصغر

وهو الذي الذي ورد في زيارته هذا النص (السلام على محمد ابن أمير المؤمنين قتيل الأباني الدارمي لعنه الله و ضاعف عليه العذاب الأليم ).

وهو غير محمد ابن الحنفية, فمحمد ابن الحنفية لم يأتي الى كربلاء كما هو معروف وكان أكبر سنا ،لأننا نفترض أن الامام (ع) تزوج بأُمه خولة بنت جعفر الحنفية عن نكاح و مهر.

توظيف المخالفين لزواج الإمام عليه السلام من خولة لتصحيح الخلاقة :

هذا ايضا مما وظف من قبل بعض أهل الحجاج و اللجاج لتصحيح الخلافة الأولى و ذلك بقولهم اذا كانت خلافة من سبق أمير المؤمنين (ع) غير صحيحة فكيف أخذ الامام عليه السلام من سبيهم خولة بنت جعفر الحنفية و تزوجها و أولدها ؟ فذلك يقتضي أنه عليه السلام يصحح ما كانوا عليه والا فلا يكون هذا السبي واقع على نهج صحيح بحيث يستطيع أن يتخذها الامام عليه السلام جارية له فيستخدمها و يولِدُها ...
















.