14 عن مقامات أصحاب الحسين ع

أضيف بتاريخ 03/15/2024
|

مقامات أصحاب الامام الحسين عليه السلام

كتابة الاخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://al-saif.net/?act=av&action=view&id=2152

١- قضية الثبات على المواقف وفي المعارك .

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، كانت نسبتهم الثلث في أقصى الحالات بالنسبة إلى أعداءهم ،

في أحد مثلاً كان الأصحاب سبعمائة ،في المقابل كان الكفار الذين كان عددهم قريباً الثلاثة آلاف ، أي ثلاثة أضعاف المسلمين ،

وفي حنين كان المسلمون بعدد إثني عشر ألفاً ويصل عددالكفار إلى قرابة الخمسة وعشرون ألفاً أي بنسبة النصف تقريباً ،

ومع ذلك فإن الذين في أحد وهم بنسبة الثلث قد انهزمو ، ويوم حنين كذلك ، حيث يقول الله تعالى ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم).

ولكن عندما نأتي لقضية أصحاب الحسين عليه السلام فإننا نجد أن النسبة بين جيش الحسين وبين جيش بني أمية هي نسبة هائلة وعظيمة ، فإن أقلَّ ما قيل في جيش الأمويين أنه بلغ ثلاثون ألفاً ، وأكثر ما قيل في جيش الإمام الحسين عليه السلام أنه يزيد عن المئة ، وهناك قول بأنهم اثنين وسبعين وقول آخر أنهم بلغو إثنين وثمانين ، وقد ذكر الشيخ الكلباسي انهم بلغو الثلاثمئة لكنه يصرح في الأثناء أنه قد يكون إسم أحد الأصحاب مختلطاً مع إسم غيره .

ولكن مع ذلك تبقى النسبة عالية وكبيرة ، فمئة ومئتين وثلاثمئة في مقابل ثلاثين ألفاً تكون نسبة واحد إلى مئة أو واحد إلى مئتين أو واحد إلى ثلاثمئة ،وفي الطرف المقابل ( أصحاب رسول الله ) تكون نسبة واحد إلى ثلاثة أو نسبة واحد إلى إثنين، ولكنهم انهزموا وثُرِّبوا وذُمُوا من قبل القرآن الكريم ، بينما هناك ( أصحاب الحسين ) ثبتوا واستمروا على القتال ، وصمدوا إلى آخر لحظات حياتهم .

فهذا أحد المقاييس ، هؤلاء ثبتوا مع أن العدد الذي كان أمامهم ثلاثمئة ضعف ،وهؤلاء انهزمو وفروا مع أنهم كانو في مقابل ضعفين أو ثلاثة .. (والرسول يدعوهم في أخراهم ) وفي بعض المعارك ذهب بعض الأصحاب بها عريضةً فلم يتوقف إلا بعد أيام من هذه الهزيمة .

ولهذا فإنه عندما تكون المقارنة بين هاتين المجموعتين بهذ المقياس في العدد والنسبة ستكون النسبة كبير وعظيمة لصالح أصحاب الحسين صلوات الله عليه .

٢- الوجه الثاني :

يعزز موقف أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء ،وهو أن احتمال النجاة لأصحاب الحسين كان يساوي صفراً بينما كان احتمال النجاة مع من خرج مع رسول الله يساوي في أكثر الحالات خمسين بالمائة وكانو يحتملون إما أن يُقتلوا ويُهزموا أو أن ينتصروا ويبقوا على قيد الحياة، ويكون بذلك إحتمال النجاة لديهم أكبر بكثير،

وإن ثبتوا فإن هذا يكون أمراً طبيعياً ، ولكن ماذا لو كانت المعركة لايحتمل فيها النجاة أبداً بل أنه لا مفر من الموت فيها ... وهذا كان بإخبار الحسين عليه السلام حيث أخبر أصحابه بأنهم يقتلون ولا يبقى منهم أحد .

فلا ريب إذاً أن من يقدم على المعركة الفدائية والإستشهادية التي لايوجد فيها إحتمال للنجاة والبقاء ، يختلف اختلافاً كبيراً عمن يرى نسبة النجاة والبقاء لديه عالية..

ومع ذلك فإن أصحاب الحسين ثبتوا ومضو واستمروا ولكن أصحاب النبي الذين يحتملون النجاة كانو يولون الأدبار !!

وهذا بنص القرآن الكريم في أكثر من موضع من المواضع، وبهذا تجد أن الفرق بين تلك المجموعتين هو فارق كبير.

٣- الوجه الثالث:

في ليلة العاشر من المحرم أرخى الإمام الحسين عليه السلام العنان لأصحابه أرخى العنان ،وأرخص لهم أن يتركوه وأنه لا تثريب عليهم ولا مسؤولية شرعية ولا مسؤولة أدبية ( ولا ذمام) أي أنني لن أذمكم حتى وإن قام أحدكم فتركني وذهب لأهله ، فأنتم في حلٍ من بيعتي

ولم يكتف سلام الله عليه بهذا، بل أعطاهم خطة للذهاب والخروج فقال ( هذا الليل قد غشيكم ، فاتخذوه جملاً) إذا كان يخشى أحدكم أن يُعرف حين خروجه، فلا يراه أحد ، وإذا كان يستوحش من الخروج وحده فليأخذ بيد أحد من الرجال و( ليخرج كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل)

ومع ذلك وقفوا هذا الموقف العظيم الذي نقله التاريخ واستمروا على ذلك إلى الأخير

ولكن في الطرف المقابل ( وهم أصحاب رسول الله) يناديهم الرسول وقد أمر العباس ابن عبد الله المطلب أن يصيح بهم في يوم حنين وقد كان معروفاً بأنه جهوري الصوت ، فوقف في سفح الجبل ونادى بهم ( يا أصحاب بيعة الشجرة ، ويا أصحاب سورة البقرة ، يا أيها المسلمون ، هذا رسول الله حيٌ ، ولا يزال على قيد الحياة ، فيئو إليه ) ، ولكن لا مجيب ..

وهكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى غزوة أحد ، حين فروا من المعركة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( لمقام نسيبة بنت كعب الأنصارية خيرٌ من مقام فلان وفلان ) حيث فروا وانهزمو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وآله محاصراً وحده ، في حين أنها ( نسيبة ) كانت تدافع وتواجه ، وعدد من ثبت

معه عدد محدود جداً ..

فتجد هذه الفئة مرخصاً لها في الإنصراف والذهاب ولا عليها ذمٌ ولا عتاب ولا مسؤولية شرعية ومع ذلك بقوا وثبتوا ، وفي المقابل هذه الفئة يدعوهم نبيهم ويصر عليهم وينبؤونهم أن حياة النبي في خطر ، ومع ذلك لم يستمعوا الى ذلك الكلام وانصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله..

فهذه المواقف وأمثالها تجعل أصحاب الحسين عليه السلام خيراً ، وأفضل وأحسن ومتفوقة على تلك الأصناف .

هذا ينطبق أيضاً على أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك أصحاب الحسن عليه السلام، فهم أيضاً ليسوا أفضل من أصحاب الحسين عليه السلام حيث قال سلام الله عليه ( لا أعلم خيراً من أصحابي )

وهذا لنفس الوجوه التي ذكرناها سابقاً ،