20 سطور من حياة العباس بن علي بن أبي طالب

أضيف بتاريخ 03/28/2024
|

محرم 1440هـ

‫سطور من حياة العباس بن علي ابن أبي طالب عليه السلام

كتابة الاخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2160

الذي نلاحظ أن المعلومات الموجودة في كتب التاريخ والحديث عن شخصيته لا تتناسب مع المنزلة التي يتكلم عنها المعصومون في حقه والتي نعتقد بها ، وقد يكون هذا راجعاً لبعض الأسباب منها أن بعض الشخصيات عندما تعيش في ظل شخصيات عظيمةً جداً يتم التركيز على تلك الشخصية الأعظم ويُنسى في الغالب دور الشخصية التي تليها .

أبو الفضل العباس عليه السلام له منزلة عالية ولكن عندما نقيسه إلى الحسين عليه السلام نجد أن منزلة الحسين عليه السلام في غاية التناهي في العلو والسمو ، عند جميع المسلمين ، عندنا نحن الإمامية هو إمام مفترض الطاعة وهو سيد شباب أهل الجنة إلى جانب أخيه الحسن وهو الذي أصلح الدين ووقف بوجه مسيرة الإنهيار التي كان يشهدها الوضع الإسلامي ، إلى غير ذلك من المنازل العظيمة التي هي له ، فإذا جاء إلى جانب هذه الشخصية شخصٌ آخر في ضله ، فالغالب أنه لا يتم التركيز عليه كثيراً ، ولو أردنا التمثيل بمثال خارجي مثلاً ، عندما تكون هناك نجوم في السماء إلى جانب القمر فإن هذه النجوم لا تبان ولعله لهذا يقول بعض العلماء لو كانت الشمس مثلاً أقل ضياءً مما هي عليه الآن لكان بالإماكن رؤية بعض النجوم ، ولكن شدة سطوع الشمس جعل تلك الأنجم في الظلال وغائبة ولا يمكن رؤيتها لأكثر الناس ..

أبو الفضل العباس سلام الله عليه جاء في برهة وفترة كان فيها وفي نفس الأفق الإجتماعي والثقافي والديني والمحيط الذي كان فيه الحسنان ( الحسن والحسين ) عليها السلام والفاصلة التي بينه وبينهما هي فاصلة الإمام والمأموم ، العباس كان مأموناً، وأولئك كانوا أئمة ، ومن الطبيعي أن يتم التركيز على الإمام وعلى أفعاله وأقواله وتاريخه وسيرته ويقل التركيز على من كان مأموماً ، وهذا الأمر يشترك فيه تقريباً أغلب أبناء أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث لانجد لهم سيراً مفصلةً كثيرةً جداً ، هذا أحد الأسباب .

بالإضافة إلى ذلك أن كتب التاريخ التي كتبت الأحداث ، إما كانت منبعثة من خلال توجيه الدولة الأموية ، فهي مشاريع قسمٌ منها مشاريع دولة وحكومة أكثر مما هي كتب مؤلفين أحرار .

في هذه الأزمنة من الممكن أن أحداً يؤلف كتاباً وينشره ، ولكن في ذاك الزمان ، لم يكن الأمر بهذه الصورة فغالباً كان يتم التأليف بإصدار أمرٍ من قبل جهة الحكومة ، وقد وجدنا عدداً من الكتب كانت بأوامر مباشرة أو بأوامر غير مباشرة .وأما المبادرات الفردية في التأليف فقد كانت في تلك الأزمنة قليلة .

ومن الطبيعي إذا كان ذلك التأليف هو من توجيه الحكومة الأموية وفيما بعد من الحكومة العباسية فلن تتتبع هذه التأليفات مثلاً أعمال أبناء أمير المؤمنين أو أبناء الحسن ومن شابه بقدر ما تتتبع

الخلفاء وقصورهم وأعمالهم وفتوحاتهم وما شابه ذلك ، إذن فقد يكون هذا سبب ثاني ، وربما يكون هناك سبب ثالث هو أن المدة التي عاشها أبو الفضل العباس عليه السلام مع الإمامين الحسن والحسين لم تكن فترةً طويلة من بعد مرحلة البلوغ خصوصاً إذا قلنا أن ولادته كانت في سنة ستةً وعشرين كما هو المشهور بين المؤلفين ، وسنأتي على ذلك بعد قليل .

على أي حال فنحن لا نجد في كتب التاريخ وكتب الحديث من تفاصيل تتناسب مع وزن العباس وشأنه ومنزلته ، ولكن هذا المقدار الذي وصلنا يمكِّننا أن نعرف عظمة منزلته من خلال أحاديث المعصومين عنه ، مثل حديث زين العابدين الذي ذكرناه في البدء ، أنه نظر إلى عبيد الله ابن العباس وهو الذي كان منه عقب العباس .

ونسل العباس كان من عبيد الله هذا وقد كان عالماً كبيراً ومهماً ، وفي هذا مفارقة أن شهرة وتفاصيل أحفاد أبي الفضل العباس من رواة حديث ومن شعراء كثيرة في كتبنا ، ونذكر هنا نموذجين ، النموذج الأول حمزة ابن القاسم وهو من أحفاد أبي الفضل العباس ، فقد أكثر عنه الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه من النقل في الأحاديث وكثير منها تنقل عن حمزة ابن القاسم ويسمى حمزة ابن القاسم ابن العباس العلوي ، حتى لا يُشتبه بالعباسيين الحاكمين وانما هو حفيد العباس ابن أمير المؤمنين ، ويصفه العلماء بأنه عالم ،كبير ،ثقةٌ في الحديث وقد أكثر الشيخ الصدوق وهم من أعلام الإمامية والذي توفي سنة الف وثلاثمائة وواحد وثماني هجرية ، أكثر من النقل عنه والأحاديث أحاديث مضبوطة ومرتبة ، نذكر منها مثلاً ( لغرضٍ هنا) وإلا فإن رواياته كثيرة ،

الرواية بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام والراوي هنا ليس هو من يرويها عن الإمام الصادق وإنما يسندها عنه إلى أشخاص تنتهي إلى الإمام الصادق ،يقول الراوي سألت الإمام عن قول الله عز وجل : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن ، ما هذه الكلمات ؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهي أسألك بحق محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلا تبت علي ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم .

ثم يمر في الحديث إلى أن يأتي إلى هذا السؤال وهو سؤال مهم ، قال الراوي ( وهو المفضل ) قلت يبن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل ( وجعلها كلمة باقية في عقبه) ما هو معناها ؟

فقال : يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة ( إن الله عوض الحسين عن شهادته ، (وهو حديث متواتر في المعنى ) بأن جعل الأئمة من ذريته ، وتفسير الآية المباكة( وجعلها كلمة باقية في عقبه ) أن الأئمة في ذرية الحسين إلى يوم القيامة ،( وفي هذا جواب على المتعصبين الذين يوجهون السؤال للشيعة ، لماذا دوماً ياحسين ،؟! لبيك يا حسين ،!!