15 أبناء عقيل شهداء كربلاء

أضيف بتاريخ 03/15/2024
|

أبناء عقيل شهداء كربلاء

تفريغ نصي الفاضلة رملة العلوي

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://al-saif.net/?act=av&action=view&id=2153

سنتحدث عن عقيل بن أبي طالب لأن هناك كلام حوله يتردد عند البعض نحاول في استعراض سريع عنه كتمهيد الحديث عن ابنائه أن نتعرض إلى أخ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام .

عقيل كما هو المعروف هو الثاني من ابناء أبي طالب , ابو طالب عنده الأول اسمه طالب وهو الأكبر وهذا لم يُعلم خبره خرج من مكة ولم يرجع , اختفى أثره في الطريق في اوائل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله , فما يوجد لدينا معلومات عن هذا الرجل ثم من بعده يأتي عقيل ثم جعفر ثم أمير المؤمنين علي عليه السلام .

بين قوسين كلام يتردد وهو محل تأمل وهو أن بين كل واحد من ابناء أبي طالب والآخر عشر سنوات , المشهور أنه بين طالب وعقيل عشر سنوات وبين عقيل وجعفر عشر سنوات وبين جعفر وعلي عشر سنوات وبالتالي بين عقيل وأميرالمؤمنين يفترض عشرين سنة هذا مذكور في بعض الكتب لكنه محل تأمل و تساؤل , الأمر الذي دعا بعض المحققين في قضايا التاريخ إلى عدم قبول هذه الفكرة وكـأنما هناك توقيت معين أن فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها ما تنجب إلا كل عشر سنوات , وانتهى إلى أن هذه الفكرة غير صحيحة على الأقل بين عقيل وعلي لا يوجد هذه الفاصلة عشرين سنة وإنما هو بحسب تقديره والقرائن التي أقامها توصل إلى أن بينهما ثلاثة عشر سنة وتخللها انجاب نساء وجعفر أيضاً في هالأثناء فترتيب عشر السنوات لم يقبله الباحث التاريخي جعفر العاملي وهو باحث متميزفي التاريخ وكلامه قريب إلى الاعتبار ويمكن أن يكون مقبولاً بل هو أكثر معقولية من كلام المشهور العشر سنوات ولو أن المرأة الهاشمية كما ذكروا يستمر فيها الحيض إلى الستين سنة , عندنا المسائل الفقهية ترى المرأة الدم إلى أقصى مدة عامة النساء خمسين سنة والهاشميات إلى الستين سنة فعندهم مجال نساء بني هاشم نساء قريش يأتيها الحيض إلى الستين سنة ويترتب عليها آثار تكوينية وهو امكانية الحمل وآثار شرعية وهو أنه إذا رأت الدم وعمرها خمسة وخمسين تتعامل معه على أساس أنه حيض . وهو محل نقاش عند الفقهاء: هل هناك فرق بين المرأة القرشية وسائر النساء ؟ من حيث يستمر الحيض تكويناً أو تشريعاً حكماً إلى ستين سنة بينما غيرها إلى خمسين سنة أو لا ؟ الرأي المشهور من الفقهاء نعم يترتب آثار الحيض لو رأته بعد الخمسين وكانت هاشمية وكان بصفات الحيض واستمر ثلاثة ايام تعتبره حيض .

قسم آخر من الفقهاء لم يقبل التفريق وقال في كلتا الحالتين سواء كانت هاشمية أو غيرهاشمية فأقصى فترة يأتيها الحيض أي ( يترتب عليها حكم شرعي ) هي خمسون سنة .

إذا قال الفقيه لا ترى الدم لا يستطيع شخص يقول غير صحيح فزوجتي ترى الدم , فمعنى لا ترى الدم ( أي لا يترتب عليها الأثر الشرعي من ترك الصلاة وحرمة مس القرآن وحرمة اللقاء الزوجي وأمثال ذلك ) الفقيه ليس عمله يطلع دم أو لا , وإنما عمله هل تترك الصلاة أو تصلي , يحرم عليها المكث في المسجد أو لا يحرم ,

أما من الناحية التكوينية يأتيها الدم أو لا ليس من شغل الفقيه

اذن مسألة ما بين واحد وآخر من أولاد أبي طالب عشر سنوات شكك في هذا الأمر بعض المحققين وخاصة الفارق بين أمير المؤمنين وبين عقيل ابن أبي طالب , أن الفاصل هي ثلاثة عشر سنة وانجب خلالها جعفر وبنات .

عقيل لم يكن كأمير المؤمنين في سبقه إلى الإسلام لكنه أسلم وشارك في بعض الحروب .

ونقل المؤرخون أن رسول الله صلى الله عليه وآله نفله بعض الأشياء من قتله لبعض الكفار أي بارز الكفار فقتلهم فنفله واعطاه خاتمه وسيفه وسلبه حق الكافر , الشيء الذي اشتهر به عقيل على مستوى واسع عند العرب أنه كان يعرف الأنساب ويعرف تبعاً لذلك المثالب محاسن القبائل ومعائبها , الملفات السوداء يعرفها في كل قبيلة وكذلك الملفات المضيئة لذلك كان يُخشى من لسانه , إذا واحد مثلاً أراد أن يوجه كلام سيء إليه يخشى أن يفتح ملفات جده ووالد جده إلى سابع جد مثلاً وهذه ورطة معه , وهذا كان يفعله مع الأمويين وانصارهم بشكل واضح , في نفس الوقت الذي يأتي أمير المؤمنين علي عليه السلام يستشيره في خطبته لأم البنين من هذا الباب لأنه عارف بالأنساب ومحاسن ومعائب القبائل فيريد امرأة من قبيلة ذات محاسن وفضائل في المقابل كان عنده ذاك الطرف .

عندنا عدة نقاط فيما يرتبط بقضية عقيل :
1.القضية الأولى : هي الحادثة المشهورة بينه وبين أمير المؤمنين عندما وضع عليه الحديدة المحماة بعد ما طلب منه عقيل الأموال وهذه ذكرها أمير المؤمنين ومسجلة مدونة فقلت له ( ثكلتك الثواكل يا عقيل أتضج من نار أحماها انسانها للعبه وتجرني إلى نار سجّرها ربها لغضبه اتئن من أذى ولا أئن من لظى ؟

والقضية إن عقيل احاط به دَين ثقيل وكان كثير العيال اربعة وعشرون ما بين ذكر وأنثى ونساء ما بين ملك يمين ونكاح دائم , وطبيعي هذا سيكلف الإنسان مصارف مادية , تصور اربعة وعشرين ولد , في نفس الوقت هو لم يكن ثرياً من الأثرياء ولا تاجراً من التجار فهذا يضغط عليه من ناحية المادية فلحقه دَين على أثر ذلك قالوا بلغ اربعين ألف درهم أو دينار في ذلك الوقت الذي ربما العطاء بخمسة أو عشرة دراهم ,

فجاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام في القضية المعروفة وطلب منه المال فقال انتظر حتى يخرج عطائي وأنا اعطيك , قال : ما قدر ما يبلغ عطاءك حتى يكفيك نفسك وأهلك ويزيد فتعطيني أياه ؟

قالوا هنا أن الإمام عليه السلام أراد أن يعلمه ويعلم غيره فمرذات يوماً قريب الصلاة على سوق الكوفة , والحوانيت والمتاجر في ذلك الوقت ما كانت تغلق وتقفل بالكامل وإنما كانت تغطي عليها شيء من البساط إلى أن يرجعوا - لعله إلى الآن في بعض الأسواق الشعبية فقط يضع عليها رداء أو يربطها برباط وينتهي الموضوع - فقال لأخيه عقيل ما رأيك أن نكسر هذا ونأخذ ما فيه ؟ قال : يا أمير المؤمنين تأمرني بالسرقة أنت امام الناس وأمير المؤمنين , قال : تأبى أن تسرق من واحد وتأمرني أن اسرق من بيت المال المسلمين , لا يكون هذا ...