25 أصحاب النبي من انصار الحسين

أضيف بتاريخ 03/22/2024
|

محرم 1440هـ


أصحاب النبي صلى الله عليه وآله من أنصار الحسين (ع)

كتابة الفاضلتين حنان الهواشم وزهراء تريك

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://al-saif.net/?act=av&action=view&id=2166

روي عن سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه : (أمَّا بعد ، فإني لا أعلمُ أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي ، ولا أهل بيتٍ أَبرَّ ولا أوصل مِن أهل بيتي ، فجزاكم الله عني خيرًا) (1)

حديثنا –بإذن الله- يتناول موضوع أصحاب النبي (ص) ممن رزقوا الشهادة في يوم عاشوراء الحسين (ع) ، وقد مرَّ بنا شيءٌ من الحديث عن عددِ أصحاب الحسين وعن جهة الإختلاف في إحصاء عددهم وماهو المعيار في ذلك ، وكما يصدق هذا الأمر على العدد أيضًا يصدق على الفئات .

فكما أن هناك اختلاف في عدد أصحاب الحسين على نحو الإجمال كذلك يوجد إختلاف في عدد الاصحاب بحسب الفئات ، وهناك آراءٌ مختلفة في عدد الاصحاب بحسب الفئات ، وقد يكون هذا راجعًا في بعض الحالات إلى اختلاف تعريِف (صحبة النبي) ، لذلك سوف نتحدث عن أربعة منهم ممن استشهد مع الحسين في كربلاء ممن اتفقت الكلمة – تقريبًا- على أنهم من أصحاب النبي (ص) وهم :
1.أنس بن الحارث الكاهلي .
2.عبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري
3.مسلم بن عوسجة الاسدي
4.حبيب بن مظاهر الأسدي

وهؤلاء الأسماء –هناك- متفق عليهم من قبل المؤرخين الرجاليين علىأنهم من أصحاب رسول الله ممن استشهدوا في كربلاء .

وحينما نتحدث عن أصحاب النبي لا نستهدف أن نعطي شرعية للثورة الحسينية من خلال الحديث عنهم ، وانما صار لهم فضلٌ على غيرهم لاتباعهم الحسين (ع) ، وهذا يذكرنا بما نُقِل ، أنَّ احدهم سأل أحد أصحاب أمير المؤمنين ، قائلاً : كما كان مع علي بن أبي طالب من الصحابة في يوم الجمل ؟ فالتفت إليه ، قائلاً : كأنك تريد أن تعرف فضل علي بهم ؟ قال : ذاك ماأردت فقال له : والله ماعرفنا لهم فضلاً إلا باتباعهم إياه !

إذن ، فنحن نثني على الصحابة لأنهم طبقوا ماسمعوا من رسول الله في فضل الحسنين عليهما السلام ، وعملوا طبقًا لتوجيهاته ، وبهذا كان لهم هذا الفضل .

فالصحبة عند الشيعة الإمامية لا تعطي فضيلةٌ استثنائية ، فالصحبة ليست عملاً اختياريًا ، فأن يكن إنسان في زمان النبي او زمن قدوم النبي الى المدينة فهذا أمرٌ ليس من صنعة الإنسان .

بينما الصحبة في مدرسة الخلفاء ، هي أن يكون الانسان في زمن الرسول (ص) وقد أدركه والتقى به ، حتى لو كان بمقدار خمس أو عشر دقائق سواء أَسمع منه أم لم يسمع .

هذه الصحبة ، بهذا التعريف – في تقديرنا لها – لا قيمة لها . ومانريد أن نبينه أن الصحبة بذاتها غير كافية للأفضلية .

القيمة والأفضلية لها تكون إذا التزم الصحابيُّ رسول الله ورافقه وعَمِل بتوجيهاته وسمع لِأقواله متحريًا بذلك رضاه .
•نظرية عدالة الصحابة :

تقول هذه النظرية أن جميع الصحابة عدولٌ ولا يجوز جرح أحدهم أو الطعن في أفعاله ولو كانت هذه الأفعال منكرة .

وهذه النظرية نظرية أموية ، وقد وضعت بدءًا على يدِ الأمويين ثم تطورتْ لا سيّما في الفترات الأخيرة من الزمن . فصار عنوان (الصحابة) له قداسة في مقابل العنوان القرآني والعنوان النبوي وهو (أهل البيت) ، قال تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ( (2) سورة الأحزاب أية (33)

وكذلك النبي (ص) استخدم نفس العنوان ، عن جندب بن جنادة أبي ذر الغفاري ، سمعت رسول الله (ص) ، يقول : (إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ) (3)

وقال : (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي) (4)

[كتاب الله وعترتي أهل بيتي] هذا عنوان قرآني عنوان نبوي ، تمَّ التأكيد عليه من الجهتين ، والأمويون جاءوا بعنوان جديد في مقابل العنوان القرآني النبوي وهو عنوان (الصحابة) .

فذكروا حديثًا يقول : (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (5)

وقد غَفَل هؤلاء أنه ليست كلُّ النجوم تَهدِي ، فمعلوم عند العارفين بالطرق في البرِّ أو البحر ، أن هناك بعض النجوم يُهتَدى بها في تعيين الإتجاهات لا كل نجم .

اذن ، لا يمكن تصديق صدور هذا الكلام من رسول الله (ص) فإن من يتبع معاوية ينتهي بقتال علي ، ومن يتبع عليًا ينتهي بقتال معاوية فكيف يكون : (بأيهم اقتديتم اهتديتم) ! فكيف يكون القاتل والمقتول مهتديين .
•تطور نظرية الصحابة :

تطورت النظرية الى اكثر مما ذكرنا سابقًا ، فقال أصحاب هذه النظرية :
1.أن الصحابة كلهم عدول
2.أن الصحابة كلهم من أهل الجنة

وهذا مانصت عليه النظرية الأموية ، وتطورت الى قولهم : أنهم أفضل الخلق بعد رسول الله ! وقد وُضِعَت هذه النظرية وفقًا لأهدافٍ مدروسة وأغراض معينة . والصحابة والصحبة بهذا المعنى تكون منطبقة حتى على مروان بن الحكم ! ونحن نعتقد أن الأمر ليس كذلك .

فالصحابي من رأى رسول الله (ص) من سمع حديثه واتبع منهجه هو من له فضل عظيم بذلك الاتباع وإذا لم يتبع منهجه ، فالحجة عليه أعظم وذنبه أكبر وعقابه أكثر .

ومن دواعي حديثنا عن أصحاب رسول الله ممن استشهد مع الامام الحسين (ع) .

أولاً : للتمييز بين الفئات .

ثانيًا : لأن هؤلاء تميزوا وتفوقوا باتباعهم لأوامرِ رسول الله في نصرةِ الدين والشهادة مع الامام الحسين عليه السلام .
•وأولئك الذين ذكرنا أسمائهم في بداية حديثنا ، عنونوا بأنهم من أصحاب النبي وممن استشهد مع الامام الحسين (ع) ....