16 آل جعفر بن ابي طالب في كربلاء

أضيف بتاريخ 03/15/2024
|

آل جعفر بن أبي طالب في كربلاء

كتابة الأخت الفاضلة ليلى أم أحمد ياسر

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://al-saif.net/?act=av&action=view&id=2154

إذا ثبت أن زيارة الناحية وردت عن الإمام المعصوم عليه السلام ، فإنها ستكون نصاً يثبت لنا أن النساء خرجن بهذه الكيفية وذهبن لمنازعة الشمر ، وهذا كله قبل المقتل وقبل حز الرأس الشريف للإمام الحسين صلوات الله عليه .

كذلك فإن زيارة الناحية المنسوبة للإمام الهادي،عندما يأتي ليسلم على أحد الأنصار ، ويذكر بعض صفاته وأوضاعه فإن هذا ينفعنا في بيان بعض صفاته ،ومن قتله ،وكيف قاتل، فضلاً عن الإرتباط بهذا الشهيد .

وفي النص الآخر من الزيارة لعون ابن عبد الله ابن جعفر ، يقول السلام على عون ابن عبد الله ابن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ومنازل الأقران ، الناصح للرحمن ( والنصح هنا تأتي بمعنى الإخلاص لله ) ولا يُتصوَّر هنا في معنى النصح أن ينصح الله ،فهذ ليس منطقياً ، والنصح كلمة تعني الإخلاص لأن الإنسان عندما يعض شخصاً يكون مخلصاً لله في نصحه له فإنه يسمى ناصحاً .

والمعنى أن الناصح للرحمن تعني المخلص للرحمن .

(التالي للمثاني والقرآن) ، وهذا من خصائصه فإنه كان يتلوا آيات القرآن الكريم ( ولقد آتينك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وكان له إقبال على القرآن وتلاوته.

(لعن الله قاتله عبد الله ابن قطبة النبهاني) ويسمى باسم آخر وهو ابن قطنة ، وعلى كلا الحالين فإنه من أهل جهنم لأنه قتل مجاهداً شهيداً إلى جنب الحسين ، على وجهٍ خاص ومن أهل البيت بالمعنى العام .

و الحديث تارةً يكون في دائرة المعصومين ، وتارة في دائرة أعم وهم الذين يقتربون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،

فالذين في دائرة المعصومين لهم حق الولاية ولهم حق الإمامة ، ولهم حق الطاعة ولا يمكن أن يصل إليهم أحد ،وأما الذين يكونون في دائرة أعم في أهل البيت فلهم حق المودة والمحبة لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله .


اذن إن الذين كانو في كربلاء ليسو خصوص الهاشمين وإنما خصوص الطالبييين ، أبناء آل أبي طالب وأحفاده، ولعل هذا من كرامة الله لهذا الرجل العظيم ، مؤمن قريش الذي حمى النبي صلى الله عليه وآله وضحى بكل شيئ من أجل حفظ الرسالة ، فقد اختصه الله وأختص أبنائه بأن يكونوا أنصاراً لدين الله ، وللإمام المفروض طاعته على البشر وهو الإمام الحسين عليه السلام في وقد حُرم من ذلك باقي أقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني هاشم .

لم يكن عبد الله ابن جعفر ( كما ذكرنا) في كربلاء لأسباب متعددة ، ولكن عوَّض ذلك بأن كان أبناه محمد وعون في كربلاء ،

وذكر في المقاتل أن عبد الله ابن جعفر أرسل إلى الإمام الحسين من باب التعطف عليه والرأفة به ، أن لا يذهب للعراق لأنهم أهل غدرٍ، وقد فعلو بأبيه وأخيه ما فعلوا ، وكان اتجاه عبد الله ابن جعفر هذ اتجاه عطوف على أبي عبد الله سلام الله عليه .

ينقل أيضاً أن عبدالله ابن جعفر كان يتساءل عن رحلة الحسين عليه السلام ، والحال أن كل الناس كانوا قد توجهوا إلى مكة المكرمة للحج ، بينما قافلة الحسين مغادرة في الإتجاه الآخر ،ولا ريب أن الناس تتساءل عن هذا الفعل كابن عباس الذي كان في مكة المكرمة للحج وحاول إقناع الإمام الحسين عليه السلام أن لايخرج من مكة وأن لا يذهب للعراق .

كذلك محمد ابن الحنفية والذي يضهر من بعض التواريخ أنه كان في الحج أيضاً في تلك السنة ، وبالتالي شهد مكان الحسين عليه السلام ، وناقشه فيما هو عازمٌ عليه حتى قيل أن الإمام الحسين عليه السلام قال له أنظرُ في الأمر ،ولما عرف محمد ابن الحنفية أن الإمام عازمٌ على الرحيل جاء اليه باكياً متأثراً متألماً ، وقال له ألم تعدني أن تعيد النظر في أمرك وأمر خروجك فقال إني ماضٍ لأمرٍ أمرني به ربي ، وأني قد رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك ولا مجال للتغيير ..