2 هل للنبي صلوات الله عليه حق التشريع في الدين ؟

أضيف بتاريخ 03/13/2024
|

هل للنبي (ص) حق التشريع في الدين

تفريغ الاخت الفاضلة ام سيد علي الفلفل

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2102

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم . حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع هل أن للنبي محمد (ص) هل له حق التشريع في الدين أو لا ؟ ضمن الحديث عن قضية تشريع العبادات ذكرنا في وقت مضى أن المشرع الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وأن من عدا الله إذا لم يكن بإذنه لا يحق له أن يشرع شيء ولا أن يقتحم هذا الميدان , فهل من صلاحيات النبي صلى الله عليه واله بالإضافة الى سائر مهماته التي سوف نتعرض إليها هل يستطيع النبي مثلا أن يشرع حكما هو بنفسه أن يضيف شيء على العبادة أن يبتكر عبادة معينة أو صورة من صور العبادات, هل يستطيع في قضايا الزكاة مثلا أن يغير أو يبدل, هل يستطيع أن يوسع دائرة التحريم في جهة من الجهات أو أن ذلك ليس من صلاحياته أو حتى لو كان من صلاحياته لم يفعل ذلك هذا أصل الموضوع . يتفق علماء الامامية على مناصب لرسول الله (ص) المنصب الأول هو منصب التبليغ عن الله في أحكامه وآيات قرآنه, الله سبحانه وتعالى بعث النبي رسولا الى الخلق لكي ينقل اليهم وحي الله شريعة الله أحكام الله حتى يلتزم الخلق بها وتسميته بالرسول جاء من هذا ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا ) فهو إذا مرسل وهو شاهد وهو منذر وهو داعيا وهو موصل للأحكام هذه وهو ضياء ونور , هذا الإيصال والتبليغ عن الله عز وجل له صورتان الصورة الأولى هي نقل القران الكريم عبر الوحي , القران الكريم كلام الله عز وجل ينقله النبي عن الله هنا التفتوا ينقله عن الله في مضمونه وألفاظه من غير زيادة ولا نقيصة الى خلقه لماذا نؤكد على هذا لأن هناك في هذه الأزمنة من يتحدث عن قضية الوحي بغير ما عليه الرؤيا الدينية التي تحدث عنها القران الكريم والمعصومين واتفق عليها العلماء , فهناك رؤيا وهي بتقديرنا خاطئة يذكرها بعض المعاصرين من أن الوحي هي عبارة عن مضامين القران بصياغة رسول الله , بمعنى أن المعاني تأتي من عند الله وتنزل على قلب رسول الله وتخرج بألفاظ النبي وصياغة النبي هذه الفكرة خاطئة عند علمائنا وإن ذهب إليها بعض المفكرين المعاصرين في بلادنا الإسلامية فهم يقولون هي حالة تعتري النبي مثل الشاعر عندما يأتي الى مكان أو بستان تصبح لديه حالة من الانفعال صورة معينة فيفرغ هذه الصورة التي رآها في ألفاظ القصيدة , فالقصيدة هي انشاء ذلك الشاعر ولكن متأثر بهذه الجو الذي عاش فيه يزعم هؤلاء أن الوحي من هذا القبيل كتلة معاني تنزل على النبي فيقوم النبي يعبر عنها يبينها بألفاظه وبصياغات لسانه , هذه الفكرة فكرة خاطئة الصحيح هو إن نفس هذه الكلام الذي نقرأه وما آتاكم الرسول فخذوه نفس هذه الجملة نزلت من عند الله على رسول الله فأداها رسول الله كما نزلت بدون زيادة أو نقيصة , نفس جملة الحمد لله رب العالمين في سورة الفاتحة بعد البسملة نفسها بألفاظها وبحروفها نزلت من السماء على رسول الله عبر الوحي والنبي أداها وأوصلها أما الكلام أن النبي نزل عليه المعنى وهو عبر عنه بألفاظه غير صحيح لأنه يلزم منه محذور عظيم وهو والعياذ بالله أن يكون النبي كاذب لأن عندما يوصله لنا ويقول كتاب أنزلناه هذا يعني أنه ليس الكتاب الذي أنزلناه إنما كلام النبي , إذا تقول أن النبي أعاد صياغته عبر عنه شكله بألفاظه هذا إذا ليس كلام الله وليس الكتاب المنزل هذا تعبير النبي ولا يختلف عن حديث النبي , رسول الله يقول إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا هذا إنشاء النبي , حديث النبي فإذا قلت ايضا ما نزل من السماء النبي هو الذي صاغه وهو الذي عبر عنه مثل كتابة إنشاء وتعبير إذا ما لفرق بين هذا وبين الحديث , وهذا ليس كتاب أنزلناه , أنزلناه يعني ينزل من فوق الى تحت بتمامه وكماله ولم يقال أنزل معناه وعبر عنه النبي بألفاظه وإنما أنزلناه هو نفسه . فالنبي يقوم بالتبليغ تارة بتبليغ القران الكريم في آياته والوحي السماوي الذي نزل عليه عبر جبرئيل بألفاظه من غير زيادة ولا نقصان ولا اختصار ولا تفصيل بل كما نزل من العلي الأعلى فلو أنا خبرتك بشي وأنت ذهبت صغته بلسانك فإنه كلماتي بل كلماتك أنت . والقسم الثاني من التبليغ هو السنة , يعني بيان الأحكام التي أوحاها الله إليه ولكن عبر عنها إما بفعله كقوله صلوا كما رأيتموني أصلي أو خذوا عني مناسككم أو بلسانه وكلامه بأن يقول مثلا إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا , هذا تبليغ قولي لأمر رباني وهو تنصيب القران الكريم والعترة الهادية كمرجع للأمة , هذا المنصب الأول رسول الله محمد (ص) . المنصب الثاني هو منصب القضاء والحكم بين الناس النبي صلى الله عليه واله أدار المجتمع المسلم سواء في أيام البعثة في مكة أو في ايام الهجرة في المدينة هذا المجتمع كأي مجتمع آخر تحدث فيه قضايا ومسائل تتضارب فيها المصالح تحدث نزاعات بين افراده في العوائل قضايا الميراث وقضايا المعاملات فيحتاجون الى قاضي يحكم بينهم بحكم الله عز وجل منصب من مناصب النبي صلى الله عليه واله هو القضاء بين الناس وفض المنازعات والخلافات بينهم لتحكم بين الناس بما أراك الله فهذا منصب من مناصبه . وقد كتبوا وذكروا في الروايات والاحاديث عن أقضية رسول الله وفي القران الكريم اشارات ايضا الى بعض قضايا القضاء الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو المنصب الثاني للرسول (ص) . المنصب الثالث هو الولاية على الناس , أن النبي صلى الله عليه واله أولى بالناس من أنفسهم بمعنى أنه يتخذ القرارات فوق قراراتهم في أنفسهم وفي أموالهم وفي علاقاتهم ...