8 مراحل تشريع الصلاة في الإسلام

أضيف بتاريخ 04/03/2024
|

مراحل تشريع الصلاة

كتابة الاخت الفاضلة تراتيل

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2107


بعض العلماء يقول ان التشريع هو حق الله عز وجل فقط لكن هناك علماء اخرين لهم اراء أخرى تستند الى روايات فيقولون ان رسول الله له حق التشريع الجزئي وليس في أصول الإسلام فمثلا رسول الله قد زاد في ركعات الصلاة فالنبي لا يشرع اصل الصلاة و لا يشرع اصل الصوم ولكن يستطيع ان يشرع في التفاصيل فيقال ( زاد رسول الله في الركعات ) ولا يقال ( امر الله نبيه بالزيادة في الصلاة )

لكن في قضية صلاة القصر للمسافر ورد( فرضى الله القصر في السفر ) أي التشريع من الله وليس من النبي .

فقد زاد النبي رسول الله في صلاة الظهر ركعتين وفي صلاة العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الأخرة ركعتين وهكذا فالزيادة هي سبع ركعات فقد ترك صلاة الفجر كما فرضت بدون زيادة في ركعاتها لتعجيل نزول ملائكة النهار وتعجيل عروج ملائكة الليل ( وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا ) فملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون صلاة الفجر منذ زمان رسول الله .

الرواية الثانية : ينقلها الكافي بسنده عن الامام الباقر عليه السلام قال : لما عرج برسول الله نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى الله عليه وآله سبع ركعات شكرا لله فأجاز الله له ذلك .

غير تلك الروايتين لا يوجد لدينا شيء يشير الى الزيادة في الصلاة .فلما امر الله نبيه بالتقصير في السفر وضع عن امته ست ركعات.


الاذان للصــــلاة

في السنوات الأولى من هجرة النبي الى المدينة- السنه الأولى والثانية- شهدت جملة أمور ترتبط بالصلاة منها الاذان بناء على ما هو المشهور عند مدرسة الخلفاء , ففي قضية الاذان هناك رأيان في متى شُرّع :

الراي الأول : وهو رأي الامامية وهو ان الزمان كان في ليلة المعراج كما شرعت الصلاة حيث ان الله جمع للنبي محمد صلى الله عليه وآله الأنبياء والمرسلين ليعرفوا حقه و ليوقروه ثم امهم النبي في الصلاة بعد ان اذّن جبرائيل واقام – هناك كتاب للشهرستاني اسمه الاذان بين الاصالة والتحريف تتبع فيه المحقق امر الاذان بشكل جيد – بعد ان أوحى الله له ان يؤذن ويقيم في وسط هؤلاء و هي صيغة الاذان التي يلتزم بها الامامية حتى الان فهي صيغة الاذان الجبرائيلي , وهذا الراي الصحيح والمعتمد

الراي الثاني :وهو راي مدرسة الخلفاء وهو ان الاذان بُدأ في المدينة , البعض قال في منتصف السنة الأولى وبعضهم يقول قبل ذلك وبعضهم قال بعد ذلك وكان ذلك بعد رؤية حصلت لعبدالله بن زيد ذلك ان النبي سأله المسلمون ان اليهود لديهم الابواق والمسيح لديهم النواقيس والاجراس والمجوس لديهم النار ولكن نحن المسلمون ماذا لدينا فتحير النبي حسب قولهم وبينما رسول الله في حيرته جاء عبدالله بن زيد وقال انه رأي في المنام ان شخص جاء لعبدالله بن زيد وهو قد جمع اخشاب يريد ان يعمل شيء لهذه المسالة التي احتار النبي فيها, فقال له الشخص بانه من الأفضل ان يقولوا بدل ذلك هذه الالفاظ ( الله اكبر الله اكبر وتلى عليه الاذان ) . وبمجرد ان انتهى عبدالله بن زيد من الحديث عن رؤياه جاء الخليفة الثاني وقال اني انا أيضا رأيت مناما بهذا المضمون . ثم جاء ثالث وقال انه أيضا رأى مناما بنفس الموضوع وبحسب تتبع وتحقيق الكاتب يقول انه هناك أربعة عشر رجلا ادعوا انهم رأوا في المنام نفس الرؤيا . وعندها قالت رواية اهل السنه بان الرسول قال لبلال قم واذّن

مناقشة الرأي الثاني

هذا الكلام وقف منه أئمة اهل البيت موقف صارم و اعلنوا خطأه وكرروا ذلك في حوالي 180 سنة فلائمه عليهم السلام بدأً من الامام علي عليه السلام الى الأمام الرضا عليه السلام تحدثوا عن قضية تشريع الاذان وان جبرئيل هو من ا ذّن بأمر من الله , حيث لا يمكن تثبيت حكم شرعي من خلال رؤية مناميه , فالمستحبات لا تقبل بهذه الطريقة فكيف بالواجبات او بالبطاقة الاجتماعية للإسلام وهي الاذان

فعن الامام الحسين ان الاذان اعظم شرائع الإسلام فهو يعطي الشخصية الاجتماعية للمجتمع المسلم فلو دخلت في مجتمع وسمعت الاذان لعرفت انه مجتمع مسلم . فعند الفريقين سنة وشيعه في الفتاوى جاء انه لو اختلطت القرى على المسلمين وهم في حال معارك فكيف يتم التمييز !! فكان الجواب انه يُنْتَظَر وقت الصلاة فاذا رُفع الاذان فهي قرية اسلام فلا يحاربوهم , وهكذا فالأذان يعلن عن وجود اسلام و مسلمين ومجتمع إسلامي فلا يعقل ان يكون تشريعه من رؤية مناميه .

الامر الاخر ان النبي يقول ( ان اتبع الا ما يوحى الي ) فكيف يتبع أحلام الاخرين ؟؟! والامر الثالث كيف انه ينسب للنبي الحيرة ففيه توهين من شان النبي فقد علّمه الله و عظّم شانه فهل يعقل انه يخفى عليه الامر ويبقى متحيرا ً لدرجة انه يحتاج الى فلان وفلان

صحيح انه في الأمور الولائية يشاورهم كقضية الخندق مثلا فهي ليست أمور تشريعية و قد يصح ان نسميها أمور اداريه .وهكذا فان هذا الراي الثاني الخاص باهل السنه لا يمكن ان نأخذ به

صلاة الجماعة

صلاة الجماعة مشروعه من بداية البعثة , فقد روي ان النبي و امير المؤمنين وخديجة كانوا يقفون ويصلون جماعه, وكذلك هناك رواية أبو طالب و ابنه جعفر عندما قال له : صل جناح ابن عمك

فنحن الامامية نعتمد على اراء ال محمد فهم الاخبر والاعرف بما جاء به جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهم الذين تصدوا لحماية الشريعة و دفعوا اثمان ذلك غاليه فمثلا كان بإمكان الامام الصادق ان يكون مفتى الديار المسلمة ولا يتعرض لاي مشكلة لو لم يتصدى لحماية الشريعة وسكت عن الحق وكذلك الامام الكاظم وهكذا بالنسبة الى سائل المعصومين ولكن هؤلاء الائمة الميامين نظروا الى ان الغاية الكبرى لهم هي حماية الدين وحفظ شريعة سيد المرسلين لذلك هم يصححون ادعاءات الاخرين حتى سالت دمائهم الزكية على جانبي طريق الإسلام حفظا للشريعة لمن يأتي بعدهم ولو بعد سنوات طويلة من خلال مصادرهم ورواياتهم ونحن نحمد الله ان أوصل لنا المعصومين الإسلام مصانا