11 تشريع صلاة الآيات والعيدين والإستسقاء

أضيف بتاريخ 03/23/2024
|

تشريع صلاة العيدين والآيات
تفريغ نصي الفاضلة ريحانة
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2111

" ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين" آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

في ضمن الحديث عن قضية تشريع العبادات نتناول في هذه الليلة بإذن الله تعالى تشريع صلاة الآيات والعيدين والاستسقاء.
صلاة الآيات الآية في اللغة بمعنى العلامة , ولذلك كل شيء في هذا الكون اذا كان علامة على خالقه ومرشداً اليه فهو اية من الآيات , الزهرة اية والشجرة آية والسماء آية والسحاب آية وانت كمخلوق آية وهكذا , وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد , لكن في خصوص الحديث عن صلاة الآيات وهذا بين قوسين هذا التعبير تعبير تابع للمدرسة الأمامية , عند مدرسة الخلفاء غالبا لا يستخدم هذا التعبير في الفقه , يستخدم صلاة الخسوف صلاة الكسوف الزلزلة على رأي ولكن كعنوان عام صلاة الآيات هذا الاصطلاح هذا موجود في فقه الامامية كثيرا وموجود في فقه مدرسة الخلفاء قليلا وربما نادرا , لما نأتي الى هذا الاصطلاح في فقه الامامية نجد انه يشير الى خسوف القمر والى كسوف الشمس والى الزلزلة وقد الحق بهذه الثلاثة كل مخوف سماوي يصنع الرعب العام عند الناس الغاية هي ان تكون هذه الآيات مناسبة لتذكر صاحب الاية وخالق الاية ومنشأ الاية , " ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين " على اثر حصول خسوف القمر وكسوف الشمس وغير ذلك , هذا ينبغي ان يذكر الانسان بخالق الشمس بخالق القمر بواضع النظام الكوني فيصلي الانسان له متذكرا ربه الذي كون الكائنات ونظم الكون وجعل فيها هذا النظام العظيم الذي لو تأخر قليلا وهذا تنبيه فقط هذا من ضمن النظام الكوني الخسوف من ضمن النظام الكوني الكسوف ليس خطأ في الحسابات ولا خلل في النظام وانما هو مناسبة على اثر حدوثه ينبغي ان يتذكر الانسان ربه المكون ربه الخالق فيفزع اليه بالصلاة حامدا شاكرا مستغفرا , ليس فقط في هذا المورد نحن نرى ان ربنا سبحانه وتعالى جعل الصلاة مفزع للإنسان وجهة في كل شيء , تحدث لك نعمة من النعم صلي صلاة الشكر , تحتاج حاجة من الحاجات عندنا في الرواية اذا احتجت الى حاجة ألمّ بك امر استصعب عليك قضية من القضايا فاسبغ الوضوء ثم اتجه الى بيت الله عزوجل أي مسجد من المساجد وتوجه الى القبلة وصلي ركعتين واطلب ما تريد من ربك فإنه حق على الله سبحانه وتعالى ألا يرد من قصده في بيته بحاجته , عند حاجة صلاة حاجتك قُضيت اشكر ربك بالصلاة , عندك مرض اسعى لشفائه بعد القيام بالأمور المادية والطبيعية اسعى لترتيب الاثر من خلال الصلاة هذا غير الصلوات المفروضة كأن الله سبحانه وتعالى يريد ان يقول لك بيني وبينك حبل متصل هو الصلاة في كل احوالك اسعى للصلاة ولذلك عندنا في الخبر من طريق الامامية الصلاة خير موضوعٍ او خيرٌ موضوع ٌ من شاء فليستقل ومن شاء فليستكثر عندك كنز امامك خير موضوع ميسر سهل التناول , او خير موضوعٍ يعني افضل شيء يمكن ان يتناوله الانسان افضل من الصدقة وافضل من الدعاء وافضل من كذا خير موضوعٍ يجسر علاقتك بالله فاستفد من هذا الموضوع , اكثر من الصلاة ما استطعت في ذلك سبيلاً , ومن ذلك انت ترى في العيد انت تصلي في القحط والجذب انت تصلي , في الزلزلة والخوف انت تصلي , في كسوف الشمس وخسوف القمر لا يوجد خوف وايضا انت تصلي , في الميت انت تصلي عليه , هذه كلها وامثالها تشير الى هذا المعنى من ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يقول للإنسان الرابط بينك وبين ربك هو هذه الصلاة في كل احوالك حاول ان تجعل هذا الرابط خطا ساخنا , ليس فقط في الصلوات الواجبات , الرواتب النوافل المستحبات حين الخوف حين الامن حين الاطمئنان حين الشكر حين الطلب حين المرض حين الصحة ومن ذلك قضية صلاة الآيات.
صلاة الآيات حسب ما ورد في بعض المصادر اول ما شرعت شرعت في السنة الثانية من هجرة نبينا محمد , قيل انه في جمادى الثاني حصل هناك كسوف للشمس فدعى النبي الناس للصلاة وصلى بهم صلاة الكسوف , في سنة خمسة للهجرة بعد ثلاث سنوات حصل خسوف للقمر فأيضا تمت دعوة الناس لصلاة الخسوف او حسب تعبير الامامية لصلاة الآيات , توفى ابراهيم ابن نبي الله ابن رسول الله من ماريه القبطية وكان عمره ثمانية عشر شهرا سنة ونصف وهو الوحيد من غير خديجة وابناء رسول الله هم الوحيدون من ابناء خديجة سلام الله عليها فإبراهيم لما توفي صادف ذلك اليوم الذي توفي فيه ان كسفت الشمس السماء اظلمت هنا على اثر هذه الحادثة وفاة ابراهيم ابن النبي وكسوف الشمس من جهة اخرى صار هناك فريقان قسم من المنافقين الذين لم يدخل الايمان في قلوبهم مستقرا قالوا مات ابنه ولو كان نبيا لكن عزيزا على الله فلم يبتله ولم يسلبه ابنه , لو هذا نبي صحيح كان الله لم يأخذ ابنه وابتلاه , هذا يتبين انه غضب هذا المعنى يشير الى ان هذا ليس بنبي هذا ما قاله المنافقون , طبعا جواب هذا واضح بالعكس تماما ً عندنا في الرواية اولى الناس بالبلاء الانبياء ثم الاوصياء ثم المؤمنون الامثل فالأمثل , كثرة البلاء تشير الى علو الدرجة هناك شخص من اول امتحان في جدول الضرب يسقط خلاص 2*2 لا يعرف في ذلك الوقت لا يحتاج ان يمتحنوه في 6*6 صحيح , لكن ذلك الذي ينجح في الامتحان الاول يُختبر في امتحان اكبر ثم في الثالث ثم في رابع الى ان يصل الى درجة نبي الله ابراهيم واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن " لما كمل كل الامتحانات وتممها قال اني جاعلك للناس اماما , فهذا ان النبي الله اخذ ابنه فكذا وكذا هذا غير صحيح لماذا ؟ الله اخذ الانبياء انفسهم امات انبياءه لو يحبهم كان لم يموتهم , قسم اخر وهم المسلمون او بعض المسلمين من غير العارفين والعالمين قالوا ان سبب كسوف الشمس هو موت ابراهيم ابن النبي , هنا النبي اخبرهم بعد ان تردد وهذا يحدث لما الناس يبالغون في الامر , فلان عالم لما توفي صار كذا فهذه من المعجزات هذا يتبين مقامه عند الله كذا وكذا , قالوا ايضا ابراهيم لمنزلته فإذا انكسف الشمس لأجله ...