15 كرم الإمام الحسن في ابعاده المتعددة

أضيف بتاريخ 03/14/2024
|

كرم الإمام الحسن عليه السلام في أبعاده المتعددة

تفريغ الفاضلة فاطمة الخويلدي

ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2115

سوف نتحدث هذه الليلة عن شيئ من سيرة هذا الإمام العظيم تبركاً وتوسلًا به وطلباً للأجر والمعرفة وأيضاً سعياً وراء الإقتداء به

الإمام أبو محمد الحسن إبن علي كانت ولادته في السنة الثالثة للهجرة في الخامس عشر من شهر رمضان وذلك بعد أن زفت سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها إلى الإمام أمير المؤمنين في شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة كان بعد نحو من تسعة أشهر تزيد قليلاً أن أطل نور أبي محمد الحسن سلام الله عليه واستمرت حياته المباركة إلى سنة خمسين للهجرة حيث غادر هذه الدنيا شهيداً بسمٍ دسه معاوية إبن أبي سفيان عن طريق جعدة بنت الأشعث على ما هو المشهور والمعروف في السير التاريخية وبهذا يكون عمر الإمام المجتبى عليه السلام نحواً من سبعة وأربعين سنة وهي فترة عمر بالقياس إلى مدتها تعتبر قصيرة

ويعد الإمام الحسن عليه السلام بهذا من الأئمة الذين كان عمرهم قصيراً بالنسبة إلى من سواه من المعصومين عليهم السلام ولكن هذه الفترة من العمر القصير شهدت فضائل لا عد لها ولا حصر واحتضنت من الصفات المثالية ما لا يقاس به غيره ولهذا كان سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسين عليهما السلام وهذا الحديث الذي ينقل في مصادر المسلمين جميعاً ومن كل الفرق نقل بصورٍ مختلفة وهذا يشير إلى أن مناسبات متعددة بين فيها رسول الله صلى الله عليه وآله هذا المعنى فقد ذكر غيره واحد من المؤلفين والمصنفين من إتباع مدرسة الخلفاء ان النبي صلى الله عليه وآله في أكثر من موضع كان يدخل على جمعٍ من المسلمين مستبشراً مبتسماً فرحاً فيسأل عن ذلك فيقول الآن الساعة

( بشرني جبرائيل عن ربه بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) هذه بشارة هذه مناسبة فرح يأتي بها جبرائيل من السماء لأن معنى سيدا شباب أهل الجنة من المعاني العميقة التي تحتاج إلى كثيرٍ من التأمل تحتاج إلى كثيرٍ من الملاحظة لكي يستنتج الإنسان منها في العقائد افكاراً كثيرة هذا كله وهو من أبناء السبعة والأربعين سنة وفي هذه الفترة تمكن من أن يسجل سيرة أفضل أهل الجنة إلا من أستثني كارسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما صفات الإمام الحسن التي يتحدثون عنها صفاتٍ كثيرة ولكن أشهرها وأوضها وابرزها كانت صفة كرمه ونحن هنا سوف نتناول هذه الصفة من أبعادها الثلاثة ونشير إلى الجانب الإجتماعي فيها مستفيدين في كونها الصفة الأبرز في حياة الإمام سلام الله عليه بالرغم من أن سائر الأئمة كانوا أسخياء كانوا كرماء إلا ان ظروفاً معينة جعلت الإمام الحسن تبرز منه هذه الصفة وتتجلى على سائر الصفات مثلما ان ظروفاً معينة جعلت صفة إباء الظيم ورفض الظلم ومقاومة الباطل هي الصفة البارزة والواضخة في حياة الإمام الحسين ومثلما أن ظروف معينة جعلت صفة العلم ونشر الفقه هي الصفة الغالبة في حياة الإمام الباقر والصادق عليهما السلام وان صفة كظم الغيظ والسيطرة على الإنفعال جعلت ظروفٌ معينة جعلت حيات الإمام الكاظم ظرفاً لهذه الصفة برزت فيه مع ان الإمام الكاظم كان كريماً وكان عالماً وكان أبياً للظيم وكان كل هذه الصفات قد اجتمعت فيه وفيةالصادقيين وفيةالإمام الحسن لكن قد تقتضي ظروفاً معينة بروز صفة على سائر الصفات الأخر في حيات الإمام المجتبى تجلت صفة الكرم والعطاء والسخاء بنحوٍ أكثر مما تجلت فيه سائر الصفات فإنه بالنسبة إلى عطائه لله عزوجل وسخائه في هذا الجانب العطاء من اجل الله وإلا فإن الله لا يحتاج إلى عطاء احد في الرواية عندنا وعند غيرنا( قاسم الإمام الحسن ربه ثلاث مرات فكان يعطي نصفاً لله ويبقي قسماً لنفسه فإذا فرضنا كان لديه عشرة ثياب يعزل خمسة ويجعلها للفقراء في سبيل الله نصف مؤونة البيت يجعلها لله ونصفها لأهله ولنفسه نصف الأثاث نصف الاموال النقدية هذا حصل منه كما في الروايات ثلاث مرات وخرج عن ماله لله مرةً يعني أعطى كل ماله ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى يعوض ويزيد لما ورد في الخبر ( إن لله ملكاً ينادي كل ليلة جمعة اللهم أعطي كل منفق خلفاً وأعطي كل ممسك تلفا )

فكان كلما اعطى زاده الله خيراً وبركة هذه الصفة صفة الكرم يمكن ان يتحدث عنها في ثلاثة إتجاهات اختصرها لكي لا يطول المقام عليكم الإتجاه الأول كرم النفس أن يكون الإنسان كريم النفس أين يتبين هذا يتبين هذا في عفوه وصفحه الإنسان كريم النفس لا يسارع إلى العقوبة لا يسارع إلى الأنتقام لا تعتريه حالات التشفي من يكون صاحب سرعة في الأنتقام وتشفٍ هذا لئيم النفس لا يمكن ان تكون نفسه كريمة بعكس ذاك الذي يرى نفسه فوق الإنتقام يرى نفسه فوق أن يستقصي على الآخرين أخطاؤهم قضاياهم يسجل عليهم يحسبةعليهم النقير والقطمير

هذا ليس كريم النفس كريم النفس هو الإمام الحسن المجتبى الذي يأتي إليه رجلٌ متأثرٌ بدعايات أهل الشام يأتي إلى المدينة فيرى الإمام الحسن فيبدأ بشتم الإمام بلا مبرر وبلا مناسبة لأنه إبن علي إبن أبي طالب

وعلي إبن أبي طالب في زعمهم كان عدواً لأمير الشام فإذن يجب أن يكون هذا مذموماً ومشتوماً كما كان أبوه فبدأ بشتم الإمام عليه السلام بدأ بسبه وسب أبيه بإمكان الإمام الحسن هنا أن يعاقبه هذا لا أقل

بالمنطق الفقهي( من اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) هذا منطق قانونياً لو قام به إنسان لم يكن معاتباً من الناحية الفقهية حق استوفاه لكن الإمام الحسن كريم النفس عالي النفس لا يهتم بهذه السفاسف لا يلتفت إلى الصغائر لا يصرف حياته في أن فلاناً قال عني كذا فأجعل هذا الأمر في ذهني واتحين الفرصة للإنتقام منه وأشتكي عليه وأشوه سمعته وإلى أخره هذا فعل أصحاب النفوس اللئيمة والصغيرة أما أصحاب النفوس الكبيرة كرماء النفوس فلا يصنعون ذلك ...