الكبائر والصغائر بحث فقهي واخلاقي

أضيف بتاريخ 03/21/2024
|

ليلة 2 رمضان المبارك 1433
محاضرة سماحة الشيخ فوزي آل سيف
مسجد الإمام زين العابدين سيهات
لماذا ينبغي التعرف على الذنوب
ولا سيما الكبيرة منها ؟
1/ جزء من الشريعة المقدسة ،
2/ إن معرفة مواقع الشر والمرض ، والعثرات قد يكون أكثر ضرورة من معرفة مواقع الصحة والطريق المستوي ، وكذلك معرفة ما يرتبط بالشرك
الدول عادة ما تصرف الأموال في البحث عن أحوال أعدائها أكثر مما تصرف على معرفة أحوال أصدقائها !
بين الصغائر والكبائر :
التقسيم الوارد في القرآن :

ـ في الفقه الخروج عن العدالة بمجرد الاتيان بكبيرة ، فيسقط جواز تقليده لكونه فاسقا ، وجواز الائتمام به ، وسماع شهادته ، والولاية ( على قول ليس بمشهور ) .
ما هو مقياس الكبائر ؟
1/لقول النبي ص: لا كبيرة مع الاستغفار، و لا صغيرة مع الإصرار.
2/ قول بعضهم: إن الكبيرة كل ما أوعد الله عليه بالنار في القرآن،
3/ ومنها قول بعضهم: إنها كل ما يشعر بالاستهانة بالدين و عدم الاكتراث به
4/ كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة، و لعله لكون مخالفته تعالى أمرا عظيما، و فيه أنك قد عرفت أن انقسام المعصية إلى الكبيرة و الصغيرة إنما هو بقياس بعضها إلى بعض،
5/ أن الكبر و الصغر اعتباران يعرضان لكل معصية، فالمعصية التي يقترفها الإنسان استهانة بأمر الربوبية و استهزاء أو عدم مبالاة به كبيرة، و هي بعينها لو اقترفت من جهة استشاطة غضب أو غلبة جبن أو ثورة شهوة كانت صغيرة مغفورة بشرط اجتناب الكبائر.
و لما كان هذه العناوين الطارية المذكورة يجمعها العناد و الاعتداء على الله أمكن أن يلخص الكلام بأن كل واحدة من المعاصي المنهي عنها في الدين إن أتي بها عنادا و اعتداء فهي كبيرة و إلا فهي صغيرة مغفورة بشرط اجتناب العناد و الاعتداء .

هل يمكن أن تتحول الصغائرإلى كبائر ؟
ذكر المولى النراقي : محمد مهدي في كتابه جامع السعادات ج 3 ، ما يلي : ( الولد أحمد الفقيه صاحب عوائد الأيام والوالد صاحب جامع السعادات ) .
1/ الإصرار والمواظبة :إن الصغيرة لا تؤثر في ظلام القلب وانتكاسته لمجرد الارتكاب مرة ، ولكن مع التكرار ينتكس ، ولذلك قال في حق من يتوب الله عليهم (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة آل عمران: 135)
2/ استصغار الذنب : فالمؤمن ـ كما في وصية النبي لأبي ذر ـ يرى ذنبه كالجبل فوق رأسه يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه ! / اتقوا المحقرات : الرجل يذنب ويقول طوبى لي لو لم يكن لي إلا هذا الذنب ./ ومر النبي على أرض قرعاء فقال اجمعوا لي الحطب ؟ ما فيها من حطب ، كل يأتي بما قدر عليه ، ثم قال هكذا تجتمع الذنوب .. لا تصغر ما ينفع يوم القيامة ولا تصغر ما يضر ..
الامام علي : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه .
3/ الإنخداع والاغترار بإمهال الله : إنما نملي لهم ليزدادوا اثما / إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره !
4/ الفرح بالذنب : مثل من يمزق عرض المسلم ويهتكه ويعد ذلك انتصارا ! يأخذ أموال الآخرين ويعدها شطارة ! وأنه يضحك عليهم !