سيرة الزهراء عليها السلام المفصلة 4

أضيف بتاريخ 12/19/2021
Admin Post


كتابة الفاضلة انتصار الرشيد

من الأحداث الصارخة في حياة سيدة النساء فاطمة سلام الله عليها ما حدث عليها وجرى بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه وآله من هجوم على الدار ومن رضّ ظلع فاطمة وإسقاط جنينها ومتى ذلك من أحداث، هذا الأمر يتجاوز كونه أمر تاريخيا؟! لأنه سينتقل من محطة الحدث التاريخي الى محطة المسألة العقائدية لأنه إذا ثبتت هذه الأمور مع ضميمة بعض الأشياء الأخر سيتخذ هذا الحدث بعداً عقائدياً، مثلا إذا صار هذا الحدث موجود معنى ذلك هناك إيذاء يجي على الفور من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، يجي على طول إغضاب فاطمة، وسخط فاطمة وهذا يعني أيضا غضب النبي وأيضا غضب الله وسخط النبي وسخط الله.

  هذا الموضوع لا يرتبط فقط بكونه حدث تاريخيا لو ثبت هكذا أو ثبت ذاك لا ينتقل الى الموضوع العقائدي، هناك قسم من القضايا التاريخية تزوجت فاطمة في السنة الأولى للهجرة أو في السنة الثانية للهجرة هذا أمر لا ينتقل الى الموضوع العقائدي، لكن مثل هذا الموضوع حيث انه ينتقل لذلك يخاطب المثبتين له والنافين له بخطابين، من هنا كان هذا الأمر علامة فارقة وما كان أقل منه وهو انه هل ماتت فاطمة عليها السلام وهي واجده يعني ساخطه على فلان وفلان؟ 

كما ورد ذلك في كتب القوم وصحاحهم إذا هكذا ماتت وهي واجده وساخطه نفس الكلام يعني أنها لا تعد هذين إمامين لها، وعند الجميع من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية، فإما نعوذ بالله سيده النساء وأفضل النساء تكون ماتت ميته جاهلية أو أنها لا تعترف بهذين كإمامين.

لذلك سعى اتباع مدرسه الخلفاء إلى إنكار هذا الحدث وتضعيف رواياته في الأساس قسم منهم من المحدثين الأساسيين عندهم تنبه الى إن مثل هذه الأمور إذا ثبتت ونقلت هذا قد يقوض أسس عقائدية لذلك عملوا في هذا الموضوع على اتجاهين الاتجاه الأول عدم تدوين مثل هذا الحدث إنكار هذا الحدث ما صار أصلا ، ولم ينقله أصحاب الصحاح الذين يهمهم تثبيت أركان المدرسة الأخرى لأنه عندما ينقلوا مثل هذا الخبر هذا يعني انه يقوض الأسس ومع ذلك فقد انتشر هذا الخبر حتى اصبح أشبه بالمستفيضات وسناتي على ذكر ما هو اثر ذلك ،هذا الخط الأول أنهم  حاولوا أن ينكروا حصول هذا الأمر لم يحصل في رأي هؤلاء  هجوم على الدار لم يحصل عصر لفاطمة لم يحصل إسقاط للجنين هو الجنين ما ت سقطاً لأن ثابت  في كتبهم أن فاطمه عليها السلام حملت بعد الحسنين وزينب وأم كلثوم بالمحسن حتى اعطي اسما ،وهذا غير معتاد أن يعطي الجنين اسماً قبل ولادته واستهلاله ويعرف به ، هناك عنايه خاصة في هذه الجهة من قبل أهل البيت عليهم السلام معروف أن عندها جنين سقط لم يستهل يعني لم يخرج حيا ماكو هذا ،وأيضا سالفه التهديد بالإحراق و أخذ أمير المؤمنين كذا و كذا كل هذا غير موجود في كتبهم الأساسية من الصحاح  لماذا لا ينقل هذا ؟! لان نقله يعني تقويض أركان هذه المدرسة، ذكرنا أن هذا الحدث من الأمور التي تنتقل من زاوية التاريخ الى زاوية العقيدة.

 الثاني قدموا تبريرات له، يعني لا يكون واحد يصدق فيكون التعليل والتبرير جاهز وهو انه نعم من حق الحاكم ان يصنع هذا، صاحب كتاب منهاج السنة وهو من المتعصبين مذهبيا يقول ما نصه هكذا لأن العلامة الحلي رضوان الله تعالى عليه عنده كتاب فيه هذه المسائل العقائدية فرد عليه ابن تيميه في منهاج السنة النبوية فعندما جاء الى كلام العلامة الذي نقل ان الخليفة الأول في أخر حياته ذكر ثلاثة أمور تمنى انه لم يصنعها وقال ليتني تركت بيت فاطمة لم اكبسه هذا في آخر حياته تمنى هذا الشيء.

صاحب منهاج السنه لما جاء وهو عاده ينكر كل شيء ما عنده شيء ثابت أصلا فيما يرتبط بفضائل أهل البيت و مناقب أهل البيت عليهم السلام الى حد الفضيحة ، كله عنده لم يثبت عند أهل العلم لم يقل به احد من أهل العلم حتى صار فضيحه حتى عند تلاميذه ، المهم هو قال غايه ما يقال انه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وان يعطيه لمستحقيه، صحيح راح وكبس البيت  يعني الهجوم المباغت يسمى كبسه طيب صحيح راح بس على شان شنوه هل علي بن أبي طالب وفاطمة لا يكون مخبيين فلوس واجد من أموال الزكاة من حق الله عز وجل والفقراء لازم يروح يطلعها منهم ويروح يوزعها على مستحقيها ، سبحان الله ما في بيت من بيوت المسلمين فيه حق الزكاة مال الله إلا بيت علي وفاطمة لازم هذا يتهاجم ولازم هذا يفتش لازم هذا ينكبس ، طيب هل فعل هذا في سائر البيوت يقول الحاكم يقدر يعمل هذا !المدينة  كم بيت فيها ألا يوجد بيت آخر غير لو سوي على عشره بيوت معقوله على أن في هذا البيت سيده النساء وسيد الوصيين وباب علم رسول الله والمؤتمن على الدين بس هذا البيت  لا فيه أكيد !!بس هذا البيت فيه أموال  للمسلمين  لازم أروح اطلعها أنا الحاكم وأوزعها على الأخرين.

مثل هذه التبريرات مثل هذه التعليلات العليلة و الكليلة قدمت لمثل هذا دعونا نلاحظ  أولا ذكر هذا الأمر ذكر أمر الهجوم أو التهديد بإحراق البيت أوعصر فاطمه عليها السلام ذكر في نحو عشره مصادر من مصادر مدرسه الخلفاء أترك عنك ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام وهي كثيره للغاية، ما ورد على ألسنه مؤرخيهم غير روايات المعصومين وهي كثيره للغاية ذكر في نحو عشره مصادر من مصادر مدرسه الخلفاء اذا واحد يريد تفاصيل كتاب ماساه الزهراء للمرحوم السيد جعفر مرتضى العاملي رضوان الله تعالى عليه فقد أوفى فيه على الغاية في ذكر العبارات والمصادر والنصوص بشكل مفصل نحن نشير الى بعض عناوينها مثلا في كتاب انساب الأشراف للبلاذري وهو من المؤرخين المتقدمين في القرن الرابع الهجري 300 وما فوقها كذلك للمؤرخ المعتمد عندهم وهو الطبري تاريخ الطبري يعتبر في تلك المدرسة من أتقن  واوزن الكتب التاريخية في القرن الرابع 310 و فوق ذكر أيضا في مروج الذهب مروج الذهب بعضهم يعتبره من مدرسه الخلفاء والصحيح انه من المؤرخين الشيعة ولكن يتعاملون معه على أساس انه من المدرسة الأخرى، مروج الذهب للمسعودي علي بن الحسين ، المعجم الكبير للطبراني- طبراني احد محدثين من الكبار والمهمين له في الحديث ثلاثة كتب مهمه جدا المعجم الكبير و المعجم الأوسط والمعجم الصغير في أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله وتطرق الى ما جرى على بيت فاطمه بنحو من الأنحاء - و المصنف لابن ابي شيبه الكوفي هذا في نهايات القرن الثالث الهجري ، وغير هؤلاء كنز العمال ، تاريخ ابن ابي الفداء هؤلاء جميعا وغيرهم ذكروا هذه القضية إما بشكل مفصل و إما بشكل مختصر وعلى سبيل الإشارة ، أما فيما يرتبط بمصادر الإمامية فهي كثيرة للغاية و في روايات أهل البيت عليهم السلام في تفاصيل حتى كما في الرواية المشهورة عن الإمام الصادق عليه السلام (ماتت أمنا فاطمه وان في عضدها مثل الدملج من الضرب) مثل الأسوار صارت على يدها ، والحديث عن جنينها أيضا وارد .

 فالحدث إذا حدث تام وكامل ولا مجال لتكذيبه بعضهم لما يجي يعترض يقول مثلا في معجم الطبراني  سند ماله في فلان وهو ضعيف كتاب السنه في فلان وهو غير معروف ، العلماء يقولون اذا صار الخبر مستفيضا وهنا الإشارة التي أردنا أن ننبه إليها اذا صار الخبر مستفيض من عدة جهات بعدة روايات في عده نقول بعبارات مختلفة  لا حاجه لذكرى السند لماذا لأنه 10 أو 15 واحد ذكروا واكثر ذلك أن وصل الى حد التواتر فيها، بل حتى اذا لم يصل الى حد التواتر سبعه أشخاص نقل هذا في كتبهم هذا يكفي و لا يحتاج معه الى الذهاب الى الأسانيد وما شابه ذلك .

لذلك تمسك بعضهم هذا الحدث مذكور هذا الحدث منقول بشكل مستفيض تمسك بعضهم بالتشكيك في جهة أخرى كيف علي بن أبي طالب يهجم عليه جماعه وهو قاعد ولا يردهم وهو أسد الأسود وهو البطل المقاتل ما دام تقولون هذا، إذا هذه الرواية رواية كاذبه لان علي بن ابي طالب ما يمكنني يدع زوجته تؤذى بهذه الطريقة وهو جالس ينظر إليهم فما دام الأمر هكذا إذا لا يكون هذا الخبر صحيحا؟! 

 طيب إذا ثبت أصل الموضوع تعال حل هالا شكال إذا ما ثبت لا نحتاج أصلا إلى الدفاع عن علي بن أبي طالب ولا تأويل فعله، إذا ما ثبت أنتهي الموضوع إما إذا ثبت هذا تعال اسأل كيف يمكن أن يكون هذا قد حصل؟ 

الجواب على ذلك علي بن أبي طالب بطل الأبطال بلا إشكال علي بن أبى طالب لا يقوم له في الميدان أحد ولكن علي ابن أبي طالب ليس جاهليا على طريقه إلا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين

قسم من الناس قد يتصوروا مادام الإنسان قوي وبطل وشجاع إذا واحد كلمه بكلمه يضربه يكسر وجهه هذه القوة، إذا واحد هجم على بيتي أروح اقتله، هل هذه هي البطولة؟! هل هذه الشجاعة؟! أو أن الشجاعة في مثل علي بن أبي طالب محكومة بالحكمة محكومة بالحكم الشرعي أيضاً.

 العلماء وألائمه لا يقولون إن عليا كان عاجزا عن المواجهة وإنما يقولون إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان حكمه الشرعي ألا يرد بذلك النحو، إما لو كان حكمه الشرعي يرد ما كان يتوقف.

 في هذه الحالة اذا علي بن أبي طالب على الطريق الجاهلي اللي يضربني ضربه أضربه عشر، واحد  يعتدي علي اكسر خشمه، طيب إما اذا كنت مأمور اعتدى عليك لا ترد عليه هنا يتبين الحالة الجاهلية والحالة الدينة هنا أنا مالي شغل واحد ضربني أن شاء الله ايش يكون اكسر عظامه واحد قتل مني شخص اقتل عشيرته أنا إنسان قوي وحده اللي يوقف قدامي لكن هذه الروح الجاهلية ،أنا إذا كنت محكوما بالحكم الشرعي أقول اعتدى على هذا إن كان يجوز لي أن ارد عليه راح ارد عليه بمقداره ضربني أضربه  قتل مني اقتله ، اقتله أيضا باعتبار اني ولي الدم لا باعتبار في حاله غضب اعتبار ولي الدم وهذا حكم الشرعي مالم يكن هناك مانع من الموانع إذا كان هناك مانع ولنفترض على الأقل الأئمة يقولون العلماء يقولون أن الوصية من رسول الله صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين ألا يرد بالمقدار الذي يجر إلى هذه الفتنة كيف يصير هكذا وين عزة الإمام علي وين دفاعه وين غيرته وين كذا نقول له ، الله أغير من علي بن أبي طالب  لو لا ؟ بلى الله أغير من علي بن أبي طالب الله خلق الغيرة  والذي أمر بالغيرة وعندنا الروايات إن الله غيور قدام الله هالأنبياء الي يفرموهم فرم وينشرونهم بالمناشير وينك يا الله أنت الغيور وأنت الذي تقول إن الله يدافع عن الذين امنوا بعدين تروح تترك واحد من أنبيائك  ينشرونه نشر بالمنشار وين غيرتك يا رب ، يا رب العالمين أنبياءه أوصياؤه والمؤمنون في طول التاريخ اللي قتل منهم اللي ذبح واللي فرم  واللي نشر واللي أحرق وينك يا رب أين غيرتك الجواب الذي هناك تعطيه هنا يعطى ،  انزل خطوة نبينا المصطفى  صلى الله عليه وآله  قتلوا أصحابه في مكة عذبوهم ،بلال ما قدر يطلع من الموت إلا بالمعجزة ،آل ياسر امرأة أم عمار ابن ياسر بعد ما وتدت بالحديد ضربت بالحربة في قلبها وبعض المؤرخين يقولون في مكان آخر لا يقال على المنبر، طيب يا رب يا رسول الله أنت عندك قوه تقلب الأرض فوق تحت  تمر على هذه امرأه مؤمنه مخلصه يصنع بها هذا الصنيع وذاك ياسر تحرق لحيته وشيبته وعمره ذلك العمر الكبير ثم يقتل آخر شيء تقول صبرا يا آل ياسر شنهوا صبرا آل ياسر تعال جر سيفك  وأنت اشجع من علي بن أبي طالب و أنت مربي علي بن أبي طالب جر سيفك و قاتل هؤلاء الشراذم والله معك، لم يحرك رسول الله صلى الله عليه واله في الفترة المكية شيئا مهما في رد الأذى  عن أصحابه ، إلي  انقتل انقتل والي انسحل  انسحل والي عذب عذب والي أوذي ليش! النبي مو غيور مو شجاع هو غيور وهو شجاع  وهو يتألم لكل  ألم يحصل لهؤلاء لكن هنا هو مقيد بتخطيط إلهي لا ترد على هذا خلي يروح ياسر خلي تروح زوجته خلي يروح فلان أنت الآن لا يجوز أن ترد على هذه الانتهاكات الذي تقوله هناك نفسه تقوله هنا بالنسبة لأمير المؤمنين ، ما الفرق هذا مقيد بالحكم الشرعي وهذا مقيد بالحكم الشرعي كلاهما عندهما  من الغيرة أعلى درجاتها وكلاهما  عندهما من الشجاعة والقوة ونصر الله أعلى درجاتها لكن لا يوجد هناك إجازة لا يوجد هناك سماح هناك مانع من استخدام القوة والشجاعة والسير في هذا الموقف فالكلام الذي يقال بالنسبة لله لماذا لم يرد الأذى والظلم والقتل والسحل عن أنبيائه ورسله وعن أوصياؤه وعباده كذلك بالنسبة الى رسول الله صلى الله عليه واله هو نفس الكلام الذي يقال بالنسبة إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه تصوروا مثلا لو أن عليا عليه السلام خالف  هذا على طريقة إلا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ،مالي شغل واحد طب  بيتي احش رجله .

 تكالب القوم عليه الكثرة دوله هذه وهذا منطق الدول ترى مو بس ذاك الزمان في كل زمان، منطق الدولة تسحل الي أمامها، الخليفة الثالث لما بعضهم شو يتكلم عليه اللي هجره للربذة واللي رقع به في أرض المسجد  نفس الطريقة ونفس المنهج ما عندها هذا هم فكره انه هذا قريب الرسول ذاك  بعيد عن الرسول لقد قال احدهم معبر عن منطق الدولة هارون قال لابنه المأمون لو نازعتني لأخذت الذي فيه عيناك إذا أنت ابني لكن تنازعني تخالفني  تقف أمامي أشيل  راسك وفعلا شالوا راس كثيرين في هذا الطريق.

فالدولة كلها تنقلب على علي بن أبي طالب عليه السلام قد يحصل أن يقتل علي عليه السلام قد يحصل أن تقتل الزهراء عليها السلام، الماكينة الإعلامية تقدر أن تتحرك وتقول انه لأجل صيانه هذه الدولة ولأجل صيانه منجزات النبي نحن اضطرينا الى قتله ذهب دم علي عليه السلام هدرا.

نفس الموقف الذي وقف فيه اصل موضوع الخلافة هنا في تفاصيل كان علي بن أبي طالب أيضا وهو الشجاع والمقاتل يقول مادام انتوا عملتوا فينا هذا نجمع لنا ونقاتل واللي يصير يصير لكن أنا إذ لا يكون عليا علي بن ابي طالب الذي ببقائه بقي كيان الإسلام  يقول حتى اذا رأيت راجعه الناس قد رجعت يدعون إلى محو دين محمد صلى الله عليه وآله ، على كل حال مثل هذه التعليلات لا تنفي ذاك إذا واحد يقول علي بن أبي طالب مو غيور نقول الله ليس غيور أعوذ بالله محمد ليس  بغيور لان نفس الموقف وقفه الجواب ، لا غيور وشجاع بل معلم الناس رسول الله معلم الناس الشجاعة والغيرة لكن هي مقيده بالحكمة و بالحكم الشرعي فتراه في ذلك المكان لا يجرد سيفه و في مكان آخر يجرد سيفه لا عن خوف ولا عن فقد غيره .

هذه من الأحداث التي كانت مهمه بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه واله ، هناك قضية أخرى قد تثير تساؤل و ربما حتى في الوسط الشيعي تثير هذا التساؤل وهي مقالة الزهراء عليها السلام لأمير المؤمنين بعد خطبتها رجعت الى منزلها فوجدت عليا فقالت يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل افترست الذئاب وافترشت التراب  هذا ابن أبي فلان يبتزني نحيله أبي وبليغة ابني ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب مات العمد ووهن العضد شكواي إلى ربي وعدواي الى أبي فقال لها أمير المؤمنين نهنهي عنك يا بنت النبوة وبقية الرسالة .

قسم من الناس يقولون كيف تتكلم الزهراء عليها السلام مع الإمام علي بهذا الكلام ، لي شرح بسيط نمر عليها تقول اشتملت شمله الجنين ،الجنين في داخل البطن كأنما مغطى بهذه الأغشية أنت كأنما ملفوف بمثل هذا وقعدت حجره الظنين الإنسان اذا متهم بشيء يروح يختبأ في مكان وقعدت حجره الظنين ، نقضت قادمة الأجدل أنت هذول الصقور الأجدل الصقر المحلق والمفترس القوادم  الريش الكبير اللي يطير فيه وإلا أنت ذلك الصقر كناية عن الأبطال الكبار نقضت قوادمهم وما يطيرون به فخانك ريش الأعزل هذولا الطيور البسيطة التي ما عندها قدره على الافتراس ولا عندها قدره على الطيران عصافير الريش مالهم أنت ما تقدر تنتفه حسب التعبير ،في وقت افترست الذئاب وافترشت التراب في وقت آخر ثم شكت إليه أن فلان ابتزها  نحلة أبيها وبلغة بنيها ثم بدأت بالتشكي ويلاي في كل شارق ويلاي  في كل غارب يعني صباحا ومساء مات العمد النبي صلى الله عليه وسلم  ووهن العضد ما عندي قوه بعد شكواي إلى ربي وعدواي الى أبي .

من الناس يقول ما ممكن الزهراء تقول هذا الكلام ، الجواب على ذلك  من حيث ثبوت الكلام نفس الذين نقلوا أصل الخطبة الفدكية التي تبدا بالحمد لله على ما انعم وله الشكر على ما الهم الى آخرها نفس هؤلاء أثبتوا هذه الفقرة  في الأخير مثل ابن أبي طيفور في كتاب بلاغات النساء وغيره من المؤلفين والمؤرخين كما ذكر أصل الخطبة ذكر ذيلها ، لماذا قبلتم الأصل ولم تقبلوا هذا الشيء ، وأيضا رواها من طرقنا شيخ الطائفة الطوسي بسنده في الأمالي ابن الحسن الطوسي احد أعلام الطائفة الي يعتمدون العلماء على كتبه كتاب التهذيب  والاستبصار طيب اسمه شيخ الطائفة بعد اسم ومعنى ، إلى اليوم مع كثرة العلماء الذين جاءوا بعده بس لقب شيخ الطائفة خاص فيه عندما يقال قال شيخ الطائفة يعني الشيخ الطوسي ، في كتاب الأمالي اثبتها باعتبار أنها كلمات الزهراء عليها السلام.

هذا من ناحية الموضوع النقل، الموضوع الآخر غير النقل والسبك واللغة والبلاغة والأداء العلماء يقولون نحن نفهم ان نفس القماش التي كانت في أول الخطبة هي نفس القماش التي فيها هذا الذيل بلاغه أداء حراره قوه لا ترى فيها تكة ترى فيها نفس البلاغة الفاطمية ونفس المعاني القوية والإنسان يعرف مثلا جبت لك كلمات من كلماتي و قلت لك قال الإمام  اذا من أهل الفن تقدر شويه تطالعه تقول  ما فيها نورانية من كلام المعصوم  ولا بلاغته ولذلك يقولون من طرق التعرف على الأحاديث  التعرف على مضمونها ومتناها  معناها أيضا واضح بعضهم قال هذه على سبيل التقيه قالتها فاطمه حتى لا يقولوا انه مثلا علي ابن أبي طالب هو الذي حرشها والذي حرضها لكي تلقي خطبتها هذا بعضهم ذهب الى هذا .

 لكنه ليس جوابا تاما الجواب التام فيما نعتقد هو ان فاطمه عليها السلام أرادت أن تسجل الحادثة لكي تبقى في التاريخ  وللمستقبل بحرارتها و بقوتها وثيقة إدانة وثيقة  الم وثيقه مصبوغة بالدماء انه أيها الناس ترى أنا مو مثل ما قالوا أن فاطمه من قال هذا أنا فاطمه زعلت شويه من الخليفتين ثم بعد ذلك فهمت أنها كانت غلطانه ثم تراجعت عن ذلك ،لا  أنا كلامي كان  الزهراء تريد أن تقول أنا بهذه الحرارة والشعور بالمظلومية أخبركم أيها الناس مثل هذه الوثيقة مثل هذه الكلمات لا تسمح لأحد أن يقول أن فاطمه كانت راضيه بالذي حصل وانه ترتبت الأمور وكل شيء صار في ما بعد حسن ، لا بقيت هذه الكلمات بأعنف ما يمكن ساقتها فاطمه الزهراء عليها السلام لكي تبقى  وثيقه  يتعرف عليها طلاب الهداية والمعرفة بمواقفها تجاه الأحداث التي جرت عليها فكانت أتمت هذا أيضا لان كانت تبكي ليلا ونهارا وتذهب إلى قبر أبيها رسول الله صلى الله عليه واله ملاحظ قبر النبي محل مجيء المسلمين فيأتون ويرون امرأه تبكي وتنوح هناك يلفت نظرهم هذه فاطمة وهي تقول :

ماذا على من شم تربة أحمد             ألا يشم مدى الزمان غوالــــيا

 صبت علي مصائب لو أنها             صبت على الأيام صرن لياليا 

قل للمغيب بين أطباق الثرى             لو كنت تسمع صرختي وندائيا