كتابة الأخ الفاضل نزار الناصر
صياغة الاخ الفاضل عبد العزيز العباد
الفصل الأول
المقدمة:
من خطبة لسيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامها عليها في ردها على أبي بكر أنها قالت في جواب لما أورد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) ، قالت سلام الله عليها:
( سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْعتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ. هذا كِتابُ اللهِ حَكَماً عَدْلاً، وَناطِقاً فَصْلاً، يَقُولُ: ( يَرِثُني وَيَرِثُ مَنْ آلِ يَعْقوبَ )[1] ، ( وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ )[2] ).
سنتناول إن شاء الله تعالى بعضاً من مميزات خطبة فاطمة الزهراء سلام عليها وإجمالا مواضيع الخطبة، هذه الخطبة التي لم تستغرق فترة زمنية طويلة بحسب مقدار الكلمات التي قيلت فيها إلا أنها احتوت على كثير من المميزات التي جعلتها فريدة من نوعها.
هل الظروف ساعدت الزهراء عليها السلام في صياغة هذه الخطبة البليغة:
يلاحظ أن كل الظروف كانت تعاكس أن تنتج الزهراء عليها السلام هذا الكلام البليغ لفظا، القوي تركيبا ، العظيم مضمونا ، إن كل الظروف التي أحاطت بالسيدة الزهراء عليها السلام تقتضي خلاف هذا الأمر، فإنها من الناحية النفسية في ذلك الوقت كانت فاقدة لأبيها ومظلومة في حق زوجها، وأيضا بناء على أن الخطبة بعد الهجوم على دارها وهذا سوف نتحدث عنه إن شاء الله فيما بعد كيف تسلسل الأحداث من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله إلى شهادتها سلام الله عليها ، أقول هذه الظروف لا تساعد المتكلم على أن يكون بليغ اللفظ ولا أن يكون مُرَكِز الفكر ولا أن يكون قوي التركيب ، تصور أن يكون بالك مشغول بشيء معين حينها أنت لا تستطيع أن تنظم الكلام تنظيما قويا ، ربما لا تستطيع أن تخوض في أعماق المعاني ، الزهراء عليها السلام لم تكن هكذا ، بل كانت في وضع نفسي غير حسن ، أضف إلى ذلك جانب الارتجال، المتكلمون يعرفون أن الإنسان عندما يرتجل كلاماً على البديهة من غير إعداد واستعداد ، من الممكن أن يقدم ويأخر ويتخبط ولا يركز، ونفترض أن هذه الخطبة أيضا كانت على البداهة والارتجال، هذا أمر ثاني .
الأمر الثالث هو كونها امرأة في محضر رجال بالتالي فالمسجد كان مليئاً بالرجال المسلمين مهاجرين وأنصار، والزهراء عليها السلام جاءت ونيطت دونها ملاءة مثل الشرشف أو القماش حتى تستتر عنهم ثم خاطبتهم، ومع ذلك فإن هذه الخطبة احتوت على ميزات كثيرة جداً نشير إلى قسما منها بمقدار ما يتسع منه الوقت هذا من جهة وبمقدار ما نفهمه نحن من جهة أخرى .
الخطبة بين الخطاب العقلي والعاطفي:
من هذه الميزات أننا نلاحظ تزاوجاً في هذه الخطبة بين العقل والعاطفة بدرجة كبيرة، بعض الخطابات تكون خطابات عاطفية تحتاج اسلوب معين وبعضها الآخر خطابات علمية (دروس ، أبحاث ، محاضرات عميقة )، فهذه تحتاج إلى اسلوب خاص وتلك الخطبة العاطفية المشاعرية تحتاج إلى اسلوب آخر ، ومن العسير عادة أن يجعل الإنسان نفس الخطبة العلمية كأن يلقي مثلا درسا في الأصول أو درسا في الفيزياء أو غير ذلك ويستخدم اسلوب عاطفي ومشاعري محرك للإنسان، وكذا العكس فعندما يريد أن يحرك عواطف المستمع يصعب عليه أن يخوض في أمور علمية دقيقة ومركزة.
الزهراء عليها السلام في هذه الخطبة وجدناها خاضت في أدق المباحث العلمية فيما يرتبط بمعرفة الله عز وجل، وقد تحدثنا في سابقاً عن معرفة الله عز وجل في خطبة الزهراء.
فتقول عليها السلام : ( اِبْتَدَعَ الأَشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها )، وبقي العلماء فترة يبحثون فقط في هذه الجملة " لا من شيء كان قبلها " ولماذا لم تقل الزهراء عليها السلام ابتدع الأشياء من لا شيء كان قبلها، وهذا بحث مهم في العقائد، من جهة يوجد هنا تركيز في الجانب العلمي العقدي الفلسفي في معرفة الله عز وجل أو عندما تتحدث عن القرآن الكريم أو عندما تستدل استدلالاً فقهياً مفصلاً ، كيف يمكن أن يستدل الإنسان بالقرآن الكريم كقضية العام والخاص ؟ هل هناك مانع من انعقاد العموم؟ وغير ذلك من المباحث التي يذكرها علماء الفقه والأصول فهذا الجانب العلمي موجود في خطبة الزهراء عليها السلام والجانب العاطفي والمشاعري والإثارة القلبية أيضا كانت موجودة في ثنايا هذه الخطبة ، ولذلك تفاعل الناس بالبكاء عند استماعهم للخطبة، فهذا دليل على أن هناك إثارة عاطفية ( إيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِي وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُنتدىَ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ) أو في موضع آخر تقول: ( ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ )
كما أنها تضمنت تقريع من خلال المخاطبة العاطفية وضرب على الأوتار الحساسة ، فهذا تأريخكم ( نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى دَارَتْ بِنا رَحَى الإْسْلامِ، وَدَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، – أي أنكم في ذلك الوقت وليتم أدباركم - وَدَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ- أي تراجعتم عن كل تلك المواقف السابقة –) هذه الجهة العاطفية في أرقى درجتها وهناك الجهة العلمية كذلك كانت في أرقى درجتها .
المنهج المنطقي لإحداث التغيير في المجتمع :
هذه الخطبة تجمع بين خطابين ، خطاب لعامة الناس وخطاب لرئيس الدولة ، عادة في الأعمال السياسية يكون هناك أحد منهجين لتحقيق المطالب:
المنهج الأول : الذي يقول بأنك إذا أردت أن تحقق مطالبك اكتب لرئيس الدولة، خاطب رئيس الدولة مباشرة ليس لك شغل بعامة الناس، لا تتحدث بشكل علني وجماهيري لعامة الناس.
المنهج الآخر : أن تحقق مطالبك من خلال تحويل القضية إلى قضية رأي عام، والرأي العام يشكل ضغطاً على رئاسة الدولة ، وهذا ملحوظ في الغرب مثلا كيف أن بعض الزعماء الدينيين أو السياسيين يخاطبون جماهير الناس فينزل الجمهور إلى الشارع ويضغطون على الرؤوساء والحكام، فهذان منهجان مختلفان.
أي منهج استخدمته الزهراء عليها السلام لمحاولة إحداث التغيير؟
الزهراء عليها السلام في هذه الخطبة جمعت بين النهجين، في نفس الوقت الذي خاطبت الأنصار وهم القوة الكبرى في المدينة الذين كانوا محل اعتماد النبي صلى الله عليه وآله ، حتى أن النبي صلى الله عليه وآله عندما يريد أن يتخذ قراراً عاماً كان ينتظر خبر الأنصار.
ففي قضية بدر مثلاً حينما وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله أن قريش حركت قواتها باتجاه المدينة المنورة للقتال مع أصحابه ، أخبرهم بذلك وقال لهم أشيروا علي ، فقام بعض الصحابة وقال : ( هذه قريش وخيلاؤها ما ذلت منذ عزت ) أي أن قريش ليست بالأمر السهل ، فلم يعجب ذلك القول رسول الله صلى الله عليه وآله ، وبعدها قام آخر وقال نفس الكلام أو قريب منه ولم يعجب الرسول فقال الرسول صلى الله عليه وآله أيضاً : إيه – تأوه خارج من القلب - ، فقام هنا ابن عبادة وقيل سعد بن معاذ - وهما أنصاريان - فقال للرسول صلى الله عليه وآله: وكأنك تريدنا يا رسول الله ، فقال الرسول صلى الله عليه وآله : بلى، فقال يا رسول الله إنا آمنا بك ، صدقناك واتبعناك فاخض بنا البحر فلو أمرتنا أن نخوضه لخضناه معك - يعني أي شيئ تريده يا رسول الله نفعله تريد نخرج للقتال نخرج ، تريد نتحصن سوف نتحصن ، نحن رهن إشارتك وطوع أمرك - فَسُر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ، وهؤلاء الأنصار كانوا يشكلون القوة الكبرى في المدينة لأن المهاجرين في ذلك الوقت كانوا عدد محدود.
السيدة الزهراء عليها السلام أيضا خاطبت الأنصار (إيْهاً بَنِي قَيْلَةَ) في هذا الموضع وفي موضع آخر كما سيأتي في الحديث إن شاء الله، خاطبت رئيس الدولة: ( أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا )[3]، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ )
ولما رد عليها أيضاً بعد هذا فَقَالَ: ( يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ما عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله يَقُولُ: نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ وَالنُّبُوَّةَ )
هنا انبرت إليه الزهراء عليها السلام مرة أخرى وقالت له (( سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً،)) فهي عليها السلام تشير له في كلامها هذا أنه هل أنت واعي لما تقول وملتفت ، أنه كيف يخالف الرسول صلى الله عليه وآله كتاب الله ولا يتبعه فأنت تتهم النبي بشيء عظيم .
إذاً جمعت الزهراء عليها السلام في هذه الخطبة بين خطين في الخطاب السياسي وهذا معروف عند المعاصرين بين خطاب الجمهور وإثارة الجمهور بل وتحريضه، ( ألا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَداؤُكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْهُمْ فَاللهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )[4]. وهذه ميزة أخرى في خطبة الزهراء عليها السلام.
جمع الزهراء عليها السلام في خطبتها بين تحليل القضية وتحميل المسئولية:
هناك ميزة أخرى وهي أنها جمعت بين التحليل في القضية والتحميل للمسؤولية ، نحن الآن نجد عند أغلب المتكلمين أو الصحفيين أو الكتاب أحد منهجين :
إما خبير يحلل القضية تحليلاً علمياً ليس له شغل بالناس ، مثلاً الأزمة الاقتصادية في البلد الفلاني ماهي أسبابها ؟ فيذكر أسبابها بكذا وكذا ، فهو لا يتوجه لخطاب الناس بل هو يقوم بالتحليل للقضايا وليس الإخبار عنها.
والمنهج الآخر يهتم في خطابه بالناس، فالواعظ الديني أو المربي الأخلاقي أو الزعيم السياسي الذي يريد حل أزمة اقتصادية سوف يتحدث في خطابه عن عدم الإسراف وحسن التدبير في المعيشة فهو يحمل الناس مسؤوليتهم ويأمرهم بفعل كذا وترك كذا لمواجهة هذه الأزمة الاقتصادية، فهناك كان الخطاب تحليلي وهو كشف الأسباب التي أدت لهذه الأزمة وهنا اختلف المنهج ليصبح توجيهي افعلو كذا أو اتركو كذا.
الزهراء عليها السلام في هذا الخطاب جمعت بين الأمرين، بينت لماذا حصل الانقلاب؟ ولماذا حصل الانحراف؟ وفضحت الجانب الخاطئ النظري أنه هذا الاعتماد الذي اعتمده على بعض الأحاديث المكذوبة أو غير ذلك ، هذا اعتماد غير صحيح ، هذه القضية أيضاً غير منفصلة عن السياقات الأخرى وإنما هي مرتبطة بما سبق ، هناك تأريخ لهذه الفئة ولنا تأريخ ، تأريخهم أنهم ( تَتَرَبَّصُونَ بِنا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ )
وتأريخنا هو(( قَذَفَ أخاهُ في لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ ) هذا تحليل للقضية وفي الطرف الآخر تحميل للمسؤولية ، مسؤولية الحاضرين وأنهم لابد لهم بأن يتحركوا ويواجهوا وإلا فإنهم مسؤولون .
هناك ميزات أخرى ولكن المجال لا يستوعب أن نتحدث عنها ، ولننتقل الآن للتحدث عن مجمل مواضيع هذه الخطبة الشريفة .
مجمل مواضيع هذه الخطبة وبالرغم من أن في كل فقرة هناك موضوع ، فلا تتصور أن بعض الفقرات مرادفة للفقرة التي قبلها ، كلا ، فإن كل فقرة لها معنى إضافي فوق المعنى السابق ولذلك لا يمكن أن يحيط الإنسان بكل المواضيع نظراً بأن كل فقرة من الفقرات فيها موضوع ، فيها هداية ، فيها إرشاد وفيها فكرة ، ولكننا سوف نجمل بشكل عام.
بداية خطبة الزهراء عليها السلام بالحمد والثناء
افتتحت الزهراء عليها السلام حديثها بـ ( الْحَمْدُ للهِ ) ثم تعريف الله بعد الشهادتين.
كلمة الحمد هذه، هي بداية القرآن وأُس القرآن وأُم القرآن فهي بداية سورة الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين )[5]، نحن نحتاج بحث مفصل في مفهوم الحمد ومركز هذا المفهوم في المنظومة الدينية ، ليس فقط هنا، بل أكثر الخطب تبدأ بالحمد ، راجعوا نهج البلاغة سوف تجدون أكثر الخطب تبدأ بالحمد ، خطب رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك ، بل حتى الأدعية ، فكثير من الأدعية تبدأ بالحمد ، وهذا يبين أهمية هذا المفهوم وهذا يحتاج إلى حديث خاص ومفصل.
من ذلك لابد أن يكون موقف الإنسان حامداً لله عز وجل في كل أحواله ، فأنت مثلاً عندما تسأل صاحبك كيف حالك؟ ويرد بحمد الله فهذا أمره إلى خير، أما إذا تسأله عن حاله ويرد بقصة طويله وعريضة من الشكاوي كالسكري والضغط وزوجتي تريد كذا والأولاد و...و... الخ فهذا شيء غير حسن ، لأنه عندما تسأل عن حالة أي شخص ، أنت من باب الاهتمام تسأل فلا حاجة للإتيان بتقرير طبي كامل ، قل الحمد لله رب العالمين وكفى ، إبني دائما على الجانب الحسن ما دمت تتنفس، ما دمت تأكل الطعام ، تعبد ربك ، مستور أمرك ، قل الحمد لله أموري طيبة وأسأل الله أن يجعلها أكثر وأفضل ، حتى في المكروه قل الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
فبدأت السيدة الزهراء عليها السلام بقضية الحمد ( الْحَمْدُ للهِ عَلى ما أنْعَمَ، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أَلْهَمَ، وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمومِ نِعَمٍ ابْتَدَأها- ليس أنت من ذهب وراءها بل هو عز وجل ابتدأك بها- وَسُبُوغ آلاءٍ أسْداها ، وَتَمامِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحْصاءِ عدَدُها، وَنأى عَنِ الْجَزاءِ أَمَدُها) هذه النعم لا حدود لها وليس أنت من حصلتها بل هو الذي ابتدأك بها، عندما أنعم عليك بالوجود في هذه الحياة أنت لم تسعى لها بل الله عز وجل أعطاك إياها ، عندما خلقك كاملا في أعضاءك وفي أجهزتك الداخلية والخارجية. فهل أنت الذي سعيت لذلك أو لا؟ كما يقول الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة ( لم تشهدني شيئا من خلقي) ، الله الذي أنعم عليك وأعطاك وأعطانا فالحمد لله على جميع نعمه.
تعريف الزهراء عليها السلام لله تعالى وتنزيهه عن الرؤية:
ثم بعد ذلك عطفت الزهراء عليها السلام بالشهادة ( وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الأبْصارِ رُؤْيِتُهُ )، فلا يأتي أحد ويقول روي عن الرسول صلى الله عليه وآله في بعض الصحاح أنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر ليلة كماله وتمامه ، وفي هذه الفترة أيضا منتشر شيئء آخر ولولا أنه موجود بالصوت والصورة لما كان أحد يصدق ما يقول وهؤلاء محسوبين من أهل العلم الذين يؤمنون بالرؤية للذات الإلهية يقول ( أنا سابقا كنت متردد في أن الله يرى أو لا يرى ولكن الموضوع الآن عندي شيء طبيعي لأني رأيت الله عشر مرات ) ، فهذا شخص ممن هو محسوب على هذه المدرسة ، هذا طبعا لم يتقيد حتى بالرواية التي يؤمنون بها بل استعجل قبل يوم القيامة ورأى الله عز وجل عشر مرات كما يقول .
الزهراء عليها السلام تقول ( الْمُمْتَنِعُ مِنَ الأبْصارِ رُؤْيِتُهُ )، استحالة عقلية فلسفية ، بل كذلك ( مِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ ) ، بل ( وَمِنَ الأَوْهامِ كَيْفِيَّتُهُ )، لاحظ التدرج في المراحل السابقة.
تعريف الزهراء عليها السلام للنبي صلى الله عليه وآله:
فالزهراء عليها السلام بعد الحديث عن معرفة الله عز وجل ومعرفة صفاته، عطفت بالنبي محمد صلّى الله عليه وآله لتشهد له بالنبوة ( وَأَشْهَدُ أنّ أبي مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمّاهُ قَبْلَ أنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطِفاهُ قَبْلَ أنِ ابْتَعَثَهُ، إذِ الْخَلائِقُ بالغَيْبِ مَكْنُونَةٌ ، وَبِسِتْرِ الأَهاويل مَصُونَةٌ، وَبِنِهايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ ) – وهذا لا يعني أن النبي صلّى الله عليه وآله لم يكن يعلم بنفسه وفجأة نزل عليه جبريل وخلعه كما يذكرون فتورط النبي صلّى الله عليه وآله ، لا ، بل اصطفاه الله بالرسالة وانتجبه قبل خلق الخلق والوجود ، وهذا يفسر قول الرسول ص: ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ).
وصف الزهراء عليها السلام لحالة الأمم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله:
ثم تطرقت الزهراء للحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله ووصف حالة الأمم قبل بعثته : ( فَرَأى الأُمَمَ فِرَقاً في أدْيانِها، عُكَّفاً على نيرانِها، عابِدَةً لأَوثانِها، مُنْكِرَةً لله مَعَ عِرْفانِها. فَأَنارَ اللهُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ظُلَمَها )
حديثها عن القرآن الكريم :
انتقلت الزهراء سلام الله عليها بالحديث عن القرآن ، فلاحظوا التسلسل بالحديث عن الأصول أولاً الله تعالى ، فالنبي صلّى الله عليه وآله ثم القرآن الكريم باعتباره معجزة النبي صلّى الله عليه وآله حيث التفتت إلى أهل المجلس وقالت:
( أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُم، كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، والقُرْآنُ الصّادِقُ، وَالنُّورُ السّاطِعُ، وَالضِّياءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةٌ بِهِ أَشْياعُهُ، قائِدٌ إلى الرِّضْوانِ اتّباعُهُ، مُؤَدٍّ إلى النَّجاةِ إسْماعُهُ. بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ المُنَوَّرَةُ، وَعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، وَمَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ، وَبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وَبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وَفَضائِلُهُ المَنْدوبَةُ، وَرُخَصُهُ المَوْهُوبَةُ، وَشَرائعُهُ المَكْتُوبَةُ )
حديث الزهراء عليها السلام عن التشريع وفلسفته:
من خلال القرآن الكريم نفذت عليها السلام إلى الحديث عن التشريع : ( فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ ).
حيث بينت أن لكل تشريع في الإسلام له حكمة وأن هذه العبادات ليست من غير فلسفة ، لذلك فغير مقبول من الإنسان أن يقول أنا إنسان قلبي طيب والإيمان بالقلب ، إذاً لا داعي للصلاة ، أنا امرأة طيبة القلب وإيماني داخل قلبي فالمهم الجوهر وليس المظهر فلو أنا كشفت عن حجابي ماهي المشكلة؟! الجواب: كلا ، فالذي يؤمن بالله وبالنبي وبالقرآن يهتدي إلى أن الله أمر بهذه الأشياء كي تكون طريقا إليه ، فأنت إذا تحب الله حقيقة يجب عليك أن تأتمر بأوامره، ومن أوامره أن تصلي وأن تصوم وأن تحج ، ومن أوامره أن تنفق وأن تتحجب المرأة وكذا وكذا فكلها مرتبطة برباط واحد .
إعلموا أني فاطمة :
وبعد أن انتهت سلام الله عليها من الحديث عن التشريعات الإسلامية والعبادات وأنها ذات حكمة وذات فلسفة، عادت مرة أخرى لذكر النبي وذكر الإمام علي صلوات الله عليهما حيث لا يكتمل معرفة القرآن الكريم ولا يكتمل معرفة الله عز وجل ومعرفة النبي إلا بمعرفة الولي والوصي، فهنا عطفت على ذكر الإمام علي عليه السلام وقالت مخاطبة الناس ((أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعَلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم )[6] فَإنْ تَعْزُوه – أي تنسبوه- وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله، فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ )
حديثها عليها السلام عن جهاد علي عليه السلام بيت يدي رسول الله:
بعد ذلك تثني عليها السلام على علي عليه السلام فتقول ( كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ ، أوْنَجَمَ قَرْنٌ لِلْشَّيْطانِ، وَفَغَرَتْ فَاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَذَفَ أخاهُ في لَهَواتِها، فَلا يَنْكَفِئُ حَتَّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخْمَصِهِ، وِيُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ، مَكْدُوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجْتَهِداً في أمْرِ اللهِ، قَرِيباً مِنْ رِسُولِ اللّهِ سِيِّدَ أوْلياءِ اللّهِ، مُشْمِّراً ناصِحاً ، مُجِدّاً كادِحاً ، وأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وَادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفُونَ الأَخْبارَ، وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَتَفِرُّونَ عِنْدَ القِتالِ).
نحن منا التضحية فمنا حمزة عليه السلام ومنا جعفر وبقية هذه الأسرة الطبية ، وجروح أمير المؤمنين التي لا تحصى خير دليل على ذلك .
في الطرف المقابل ( تتوكفون الأخبار – أي تسألوا ماذا حصل ماهي الأخبار هل انتصر جيش المسلمين أو انهزم – وتنكصون عند النزال وتفرون من القتال – كما حصل في معركة حنين حيث انهزم بعضهم هزيمة صلعاء تذكر إلى يومنا هذا ).
احتجاجها على الخليفة الأول:
تنتقل الزهراء سلام الله عليها بعد هذا بالاحتجاج على الخليفة الأول بالقرآن وتقول ( أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ ( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا ) ، أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ اذْ يَقُولُ: ( وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ )[7]، وَقالَ فيمَا اخْتَصَّ مِنْ خَبَرِ يَحْيَي بْنِ زَكَرِيّا عليهما السلام اذْ قالَ رَبِّ ( هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ )[8].
هكذا بدأت تتلوا الآيات على الخليفة وعلى الجهاز الحاكم وتضيق عليه وإذا قام بالرد عليها ، تقول سلام الله عليها ( أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أخْرَجَ مِنْها أبِي؟ أمْ هَلْ تَقُولونَ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ لا يَتَوارَثَانِ، أوَ لَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟! - إلا إذا وصل بكم الأمر أن تخرجوني عن ملة الإسلام - أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمّي؟ فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً، تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَالزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ يخسَرُ المبطلون- فيوم القيامة هناك نتقابل ولا ينفع هناك حرق الدار أو السيف أو.. أو.. ، هناك فقط عدل الله عز وجل ليس إلا- وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، ( وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)[9] (مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ )[10] .
استنهاض المهاجرين والأنصار للنصرة:
ثم عطفت على الحاضرين تستنهضهم مرة أخرى : فقالت ( يا مَعاشِرَ الْفِتْيَةِ، وَأَعْضادَ الْمِلَّةِ، وَأنْصارَ الْإِسْلامِ، ما هذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي؟ وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلامَتِي؟ - السنة معناها بدايات النوم - أما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله أبِي يَقُولُ: اَلْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ؟ سَرْعانَ ما أَحْدَثْتُمْ، وَعَجْلانَ ذا إهالَةً، وَلَكُمْ طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَقُوَّةٌ عَلى ما أَطْلُبُ وَاُزاوِلُ )
وهكذا ظلت تقرع الموقف المتخاذل من الأنصار تقريعا بعد تقريع ، أقول ولعل هذا مما جعل موقف الأنصار على مدى التأريخ أنهم يشعرون بالندم وأنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه أهل البيت عليهم السلام فكانت مواقفهم بعد ذلك إجمالا أفضل من غيرهم ، فربما هذا الكلام لم يؤثر فيهم في نفس الوقت ولكنه ظل يجري في نفوس الأنصار وأبنائهم في المستقبل إلى أن غير مواقفهم .
ثم رجعت مرة أخرى لمناقشة الخليفة عندما جاء بحديث غير معروف عند أهل البيت عليهم السلام في أن النبي لا يورث ، فردت عليه بما ذكرناه سابقا بأن النبي صلّى الله عليه وآله لا يمكن أن يخالف كتاب الله ولا يمكن أن يصدف ويترك أحكام الله عز وجل وأن هذا انتحال منكم عليه ( أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْعتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ )
علاوة على أنكم أنتم ما قبلتم بالوصية يوم الغدير ، فما بين الغدير والغدر سوى سبعون يوماً ، فيوم الغدير كان في الثامن عشر من ذي الحجة ، والغدر( السقيفة ) كان في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر ، أيضا قمتم بتزوير وتحريف هذه الأحاديث ، وفي هذا المقطع أيضاً ( وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ ) إشارة إلى (تتربصون بنا الدوائر) أي أنها مؤامرات منذ زمن كانت موجودة .
وبهذا انتهت الزهراء سلام الله عليها من خطبتها إلى هذا المدى .
وهناك روايات أخرى سوف نتعرض إليها في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى ، فماذا حصل بعد الخطاب؟ وما هو الموقف الذي أُتخذ وكيف تسلسلت الأحداث؟
[1] ) سورة مريم : آية 6
[2] ) سورة النمل : آية 16
[3] ) سورة مريم : آية 27
[4] ) سورة التوبة : آية 13
[5] ) سورة الفاتحة : آية 2
[6] ) سورة التوبة : آية 128
[7] ) سبق ذكر المصدر
[8] ) سبق ذكر المصدر
[9] ) سورة الأنعام: آية 67
[10] ) سورة هود : آية 39