3 من تاريخ التشيع لأهل البيت في تركيا

أضيف بتاريخ 03/21/2024
|

تاريخ التشيع في تركيا

تفريغ نصي / سكينة نسيم آل عباس

( هذا مختصر ) للقراءة بشكل مفصل من خلال موقعنا : http://www.al-saif.net/?act=av&action=view&id=2276

قال الله العظيم في كتابه الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم ،لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب "

حديثنا يتناول تاريخ التشيع في بلاد تركيا وقد سبق في سنوات أن تعرضنا إلى تاريخ التشيع والشيعة في مناطق متعددة من العلم الإسلامي كالقطيف والأحساء والبحرين والمدينة ولبنان والعراق وإيران والمغرب العربي ومصر والهند وأذربيجان وبينا شيئا من تاريخ نشوء التشيع في هذه المناطق ، غرض هذه الأحاديث متعدد الإتجاهات ، الغرض الأول هو ابراز الإهتمام بأمر المسلمين عموما وشيعة أهل البيت عليهم السلام على وجه الخصوص ، من المعلوم أن الإهتمام بشؤون المسلمين وقضاياهم أمر مرغوب فيه ومحبذ ومأمور به ولذلك وردت أحاديث في هذا المعنى من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ، طبعا هنا ليس المقصود نفي الإسلام بالكلية عن الإنسان غير المهتم وإنما نفي كمال الإسلام يعني من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم تام الإسلام ، كامل الإسلام في الدرجة العالية وإلا ليس المقصود نفي الإسلام بالكامل ، ليس بمسلم لا تنفي الحقيقة وإنما تنفي الكمال ، كمال الإسلام لا يحصل عند هذا ، فمثل هذا الحديث وأمثاله يفترض من الإنسان شيئا من الإهتمام و الإطلاع والتتبع لأحوال المسلمين وقضاياهم ، من هذا الباب نحن نهتم بحاضر المسلمين بل وبتاريخهم ولا سيما إذا كانوا معنا شركاء في المذهب والثقافة والاعتقاد .

التشيع في تاريخه وحدوثه في العالم الإسلامي مختلف البدايات ، بعض الأماكن مثل منطقة القطيف والأحساء والبحرين مثلا بدأ التشيع فيها من سنة 6 هـ ، بعض المناطق الإسلامية تأخر الأمر كان في سنة 70هـ وما بعدها ، وبعض المناطق كانت في سنة 145 هـ وفي بعضها متأخر ، بالنسبة إلى تركيا الحاضرة المعاصرة كانت في فترة من الفترات مركز للخلافة العثمانية ، والخلافة العثمانية استمرت قرون سيطرت في فترة من الفترات على رقعة عظيمة من العالم الإسلامي امتدادها كان كبير جدا ، كيف وصل التشيع ومحبة أهل البيت عليهم السلام إلى تلك الأماكن ؟ لا توجد عند الباحثين صورة واضحة وجلية عن تاريخ محدد لأن نفس وصول الإسلام إلى البلاد التركية كان على مراحل متعددة وفي أواقات مختلفة قد نجد بعض الإشارات إلى أن قسما من الجيوش التي ذهبت لفتح البلاد التركية كما هو مقتضى القاعدة كان فيها أناس ممن يولون أهل البيت عليهم السلام ، هذه الجيوش كانت مشكلة من بلاد العراق والمدينة والشام ، هذه الجيوش كان فيها من أولياء أهل البيت ، لعل الشاهد الأكبر على هذا هو قبر أبو أيوب الأنصاري رضون الله تعالى عليه الموجود في تركيا "اسطنبول" هناك قبر وضريح لواحد من صحابة النبي الخلص ومن أولياء أهل البيت لا سيما أمير المؤمنين عليه السلام وهو أبو أيوب الأنصاري ، مضيّف النبي عندما جاء النبي إلى المدينة مهاجرا من مكة استضافه أبو أيوب الأنصاري في بيته مدة أشهر إلى أن بني للنبي بيت وله أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله وكانت له مواقف مشرفة إلى جانب أمير المؤمنين سلام الله عليه ، كان في هذا الجيش الذي ذهب للقسطنطينية في ذلك الوقت الذي كان أسمها ، في ضمن ذاك الجيش أدركته المنية ودفن هناك على أسوار اسطنبول القديمة ، فهذا مثلا واحد من الأشخاص والصحابة الذين كانوا يحملون محبة أهل البيت ومحسوب على جملة الصحابة المنسجمين مع أمير المؤمنين عليه السلام ، هذا شاهد على أحد أنحاء دخول محبة أهل البيت والتشيع إلى تلك الأماكن ، في هذه الجيوش كان يوجد نماذج كأبو أيوب الأنصاري ، لكن تحول اجتماعي وانساني بحيث تصير جماعة معينين هذا لا يذكر الباحثون والمؤرخون شيئا من هذا القبيل ، قبل الدخول في المراحل التاريخية نشير إلى الوضع الموجود الآن ضمن الخريطة الفعلية المذهبية في تركيا ، الدولة العثمانية اتخذت المذهب الحنفي مذهبا رسميا للخلفاء ولكل الخلافة العثمانية بعض الباحثين يرجع هذا إلى أن المذهب الحنفي لا يشترط أن يكون الخليفة قرشيا ، لما أتوا السلاطين العثمانيون طرحوا فكرة الخلافة لأنها الطريق إلى أن يكونوا سلاطين على كل المسلمين ، فالطريقة الجامعة لهؤلاء عنوان الخلافة ، من جملة الشروط المذكورة عند المسلمين أن الخليفة من قريش كما ورد في خبر مروي أن الخلفاء اثنى عشر كلهم من قريش ، فاعتبروا أن الخليفة لا بد أن يكون قرشيا ، سلاطين الأتراك ليسوا عرب حتى يكونوا قرشيون أو غير قرشيون ، فإذا من الناحية المذهبة لا يمكن أن يكون الخليفة تركيا إلا المذهب الحنفي ، المذهب الحنفي قال لا يشترط أن يكون الخليفة عربيا و لا حتى قرشيا ، يكفي أن يكون مسلم وأن يكون كذا..، طبعا هذا المنهج يساعد السلاطين الأتراك ، فصارت الخريطة العامة للدولة العثمانية هي الأحناف ونشروا المذهب الحنفي في كل المناطق التي سيطروا عليها ، حتى في مناطق الناس كانوا شوافع أو ممالك أو حنابلة لكن رسميا المعاملات لابد أن تجرى على الطريقة الحنفية مثل مصر ، مصر الأكثرية الشعبية شوافع ولكن القانون الرسمي الإسلامي هو حنفي ، فالطرف الأخر بعض المذاهب الأخرى أيضا وفيها شيعة إمامية بحسب ما تذكر بعض التخمينات الآن يقولون أن الإمامية في كل تركيا أقل من 3 ملايين أنسان ، عندهم فقط في اسطنبول 30 مسجدا للإمامية الاثني العشرية وفي كل تركيا قريب من 250 مسجد ومناطقهم متعددة، في اسطنبول عدد كبير ، في اغدر عدد كبير وفي مناطق أخرى متعددة هنا وهناك ، هذا قسم إماميون اثنى عشريون صار اعتراف رسمي بمؤسساتهم وجمعياتهم وعزائهم وقضاياهم قبل حوالي 30 سنة كل أمورهم صارت رسمية وعندهم من المهرجانات العظيمة جدا التي يقل نظيرها ، مهرجان يوم عاشوراء في المنطقة على حاشية اسطنبول ، منطقة تسمى الزينبية أو خلق علي ، يتحدثون أكثر من 50 ألف 60 ألف يجتمعون في يوم عاشوراء وعندهم قراءة المقتل وتماثيل و و و ... ،وكلها ضمن إطار رسمي وجمعيات رسمية أيضا من قبل 30 سنة تقريبا ، هذا بالنسبة للإمامية .